إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
لكن هناك عناصر في الإعلان هي التي تضل ِّل آليات الدفاع تلك، أبرزها تلك العناصر<br />
التي تتصل بالعواطف. يسل ِّط الجزء الثالث الضوء على الكيفية التي نتعامل بها مع<br />
العواطف وكيف يعمل <strong>العقل</strong> الواعي واللاوعي.<br />
الجزء الثالث: العاطفة والوعي<br />
حتى وقتٍ قريبٍ إلى حد ٍّ ما كان علماء النفس يعتقدون أن العواطف هي نتاج تفكرينا.<br />
في الفصل الثامن أوض ِّ ح أن املعالجة العاطفية هي أول — وليست آخِ ر — ما نفعله. في<br />
الواقع، يتبني َّ أن املعالجة العاطفية هي وظيفة جزء غريزي في أدمغتنا يسبق التفكري<br />
الإدراكي بكثري؛ ولذلك يجب أن يعمل تلقائيٍّا ولا شعوريٍّا.<br />
وحتى نستوعب ذلك، يصبح من الضروري أن نَسبرُ أغوار ما نَعنِيه باللاوعي ودَوْره،<br />
ونتناول ذلك في الفصل التاسع حيث إنه قد يكون أكثر الأفكار التي نقابلها تعقيدًا.<br />
الكثريون مم َّن يدرسون الوعي يتقب َّلون حاليٍّا فكرة أن كل ما نفعله بعقولنا يتم في مستوى<br />
اللاوعي، وأن «الوعي» ليس إلا مجرد مراقِ ب؛ إذن فعقلنا الواعي لا يعمل كالحاسوب،<br />
ولكنه أشبه بشاشة الحاسوب. يحدث تفكرينا في اللاوعي وجزء صغري منه — ما يمكن<br />
لعقلنا التأقلم عليه بفعالية — يتم توصيله إلى هذه الشاشة حتى نستطيع النظر إليه؛ لذا<br />
حني يبدو الأمر وكأننا نتناقش مع أنفسنا فإن ما «ندركه» نحن هو أن عقولنا تُبل ِّغ عن<br />
مناقشةٍ أو جدلٍ حدَثَ في اللاوعي أو <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong> في وقتٍ ما قبلَ هذا.<br />
هل تجد هذا غريبًا؟ إنه ليس غريبًا حقٍّا. أجد أن هذه الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا<br />
تحر ِّرنا على نحو مُذهِ ل، فهي توض ِّ ح ملاذا يمكننا فعل أشياء على نحو جيد دون التفكري<br />
فيها — كأن نسارع تلقائيٍّا مثلاً ونُمسك بكوب سقط قبل وصوله إلى الأرض — وهذا<br />
يُفسر ِّ ملاذا الأشياء التي نلاحظها أو ندركها أكثر بكثري مما نتخيل. كما يفسر أيضً ا أن<br />
بداخلنا قابلية كبرية للتأثر بأنواع معينة من التواصل، وأوضحها الإعلان.<br />
يتناول الفصل العاشر التفاعل بني الانتباه والعاطفة، ويفسر ِّ سبب عدم نجاح<br />
النماذج الإعلانية املعتمِ دة على الإقناع. يعتقد العاملون بمجال الإعلان أن إبداعهم يجعلنا<br />
نحب الإعلانات أكثر ونُبدِي مزيدًا من الاهتمام بها، ولكنْ يبدو أن ما يحدث فعليٍّا هو<br />
العكس؛ كلما حاول املُعلِنون <strong>إغواء</strong>َنا لا شعوريٍّا بالإبداع، زاد إعجابنا بالإعلانات وق َّل<br />
شعورنا بخطرها «وقل َّ» شعورنا بأهمية الانتباه لها؛ لذا كلما كانت الإعلانات أكثر إبداعًا،<br />
قل َّ انتباهنا لها، وقل َّ تذك ُّرنا للرسالة التي تحاول توصيلها لنا.<br />
22