إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
من فتياتٍ بائساتٍ إلى فتياتٍ سعيداتٍ وتصاحبه موسيقى جميلة، هو إعلان مؤث ِّر ويَبعَث<br />
على الشعور بالرضا والاطمئنان. وهناك بعض الأبحاث العلمية التي أك َّدت صحة أنه<br />
بعكس الأغلبية الكاسحة لإعلانات السوبر باول، رأى ٩٢٪ من الناس أن تلك الإعلانات<br />
جيدة، ورأى ٩٣٪ أنها محر ِّكة للمشاعر.<br />
ومِن ثَم، بغض ِّ النظر عن مدى رفضك لدوافع الإعلان أو بواعثه على مستوى الوعي،<br />
فإنه يجعلك تشعر بالفعل بالرضا عن دوف، وسوف يقو ِّي تعل ُّقَك بالعلامة التجارية.<br />
ليس لديك أي اختيار لأن الوسيلة الدفاعية الوحيدة هي حجتك <strong>العقل</strong>انية املضادة. الأمر<br />
أشبه بمشاهدة شخص ما يبكي في فيلم، فبغض ِّ النظر عن إخبارك لنفسك أنك تشاهد<br />
فيلمًا، فإن خلاياك العصبية العاكسة سوف تجعلك تشعر بالحزن.<br />
وهناك أمران آخران يجب أخذهما بعني الاعتبار أيضً ا: الأول هو أنك سترفض<br />
إعلان صندوق دوف لتقدير الذات على مستوى الوعي فقط إنِ انتبهتَ له بالقدْر الكافي.<br />
والثاني هو أن عقلك الواعي يكون مشغولاً بحق ولا يكون على درجة كبرية من جاهزية<br />
الاستقبال؛ لذا، وكما أوضحنا في الفصل الخامس، يبدو أن الوصلات املؤد ِّية إلى إنجرام<br />
رفض الحجة املضادة سوف تُنسىَ سريعًا وتُستَبدَل بوصلات جديدة. ولكن املشاعر التي<br />
تتول َّد بخصوص العلامة التجارية سيتم تخزينها داخل <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong> في ذاكرةٍ ضمنية<br />
لا تَنفَد، ولا يمكن تجديد الوصلات العصبية؛ ومِن ثَم َّ سيبقى التحس ُّ ن في علاقتك مع<br />
منتج دوف بداخلك دومًا أو حتى ظهور مؤشراتٍ سلبية تجعلك تشعر بمشاعر سيئة<br />
تجاه املنتج.<br />
ما يتضح هنا هو أن الإعلان — من خلال عرض املحتوى العاطفي الذي يُشعِ رنا<br />
بالرضا إضافة إلى عرضٍ سريعٍ للعلامة التجارية علينا — يؤث ِّر في تعل ُّقنا بالعلامة<br />
التجارية. ولا يجب أن يكون هذا املحتوى العاطفي شيئًا يجعلنا نضحك أو نبكي،<br />
فمِ ن املمكن أن يكون هذا املحتوى العاطفي موسيقى تُعزَف في الخلفية تكون جميلة<br />
وتحفيزية أو أناسً ا يُعبر ِّ ون عن مشاعرهم (الحب، الغضب، الإثارة، املَلَل، الفضول،<br />
التقدير، الاستمتاع … إلخ)، أو مواقف ساخرة، أو مثرية للعواطف، أو درامية، أو مُبهِ رة،<br />
أو حتى مجرد مشهد مصو َّر بطريقة جميلة وبقِيَم إنتاجية عالية.<br />
ولكن ما أهمية ذلك الأمر؟ لا يهم كثريًا أن تكون كل علامة تجارية معروضة<br />
على أرفف املتاجر مختلفة اختلافًا بي ِّنًا عن باقي العلامات التجارية الأخرى. وإن كان<br />
الحال هكذا، فإن اختياراتنا لن تعتمد على ما نحمله من شعورٍ تجاه املنتج. ولكن، وكما<br />
214