25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

اللعب يأتي أثناء أو بعد اللعب نفسه،‏ لأن عقلك يكون مشغولاً‏ جدٍّا.‏ إلا أن عقول املرضى<br />

في تجربة جراي والتر لم تكن مشغولة؛ لذلك فقد تمك َّنوا من ملاحظة الفرق بني أعمالهم<br />

الفعلية والتقرير <strong>العقل</strong>ي لأفعالهم.‏ وما لاحظوه هو أن التقرير <strong>العقل</strong>ي الذي تم إرساله<br />

إلى وعيهم عن استعدادهم للضغط على الزر قد بدا فعلاً‏ أنه حدث بعد اتخاذ عقولهم<br />

بالفعل قرار الضغط على الزر.‏<br />

وبالأحرى فإن هذا الأمر يشبه شاشةً‏ تستغرق وقتًا لعرض ما قام به جهاز<br />

الكمبيوتر بالفعل.‏ والفرق هو أننا نقبَل فكرة أن الشاشة تعتمد على الطريقة التي<br />

يعمل بها جهاز الكمبيوتر،‏ لكننا نفترض أن أفعالنا تعمل في الاتجاه املعاكس،‏ ويحركها<br />

التفكري الواعي.‏ وما تؤكده تجربة جراي والتر هو أن الوعي يقوم فقط بمراقبة املعالجة<br />

التحليلية التي حدثت بالفعل على نحو لا شعوري.‏<br />

يمكنك في هذه املرحلة أن تتساءل عن علاقة ذلك بالطريقة التي يتم التعامل بها<br />

مع الإعلانات.‏ تكمن النقطة املهمة في أنه على الرغم من أن هذه الذاكرة الواعية تدل على<br />

وجود نشاط تحليلي،‏ يشري نموذج املسودات املتعددة الذي وضعه دينيت إلى أن ‏«عدم<br />

وجود ذاكرة واعية لا يعني بالضرورة عدم حدوث أي نشاط تحليلي.»‏ وبعبارة أخرى،‏<br />

قد نكون قادرين على معالجة إعلانات أكثر من قدرتنا على تذكرها وسردها.‏<br />

هناك مثال آخَ‏ ر قد يُسه ِّل علينا أيضً‏ ا فهم هذا الأمر.‏ يصف دينيت،‏ كما وصفتُ‏<br />

سابقًا،‏ عملية قيادة السيارة.‏<br />

ربما تكون قد خضتَ‏ تجربة القيادة لأميال أثناء انهماكك في محادثة ‏(أو في<br />

مناجاة صامتة)‏ ثم اكتشفتَ‏ أنك لا تتذكر الطريق واملرور والخطوات الخاصة<br />

بقيادة سيارتك على الإطلاق.‏ ولكن هل كنتَ‏ غري واعٍ‏ حقٍّا بكل تلك السيارات<br />

املارة وأضواء الإيقاف والانحناءات املوجودة في الطريق؟ تعتبر ظاهرة ‏«القيادة<br />

اللاوعية»‏ على أفضل تقديرٍ‏ حالةً‏ من الوعي املتقلب مع فقدان سريع للذاكرة.‏<br />

‏(دينيت،‏ ١٩٩٣)<br />

وبعبارة أخرى،‏ تدعم نظرية املسودات املتعددة التي وضعها دينيت فكرة أن<br />

مختلف أشكال العمليات املعرفية يمكن أن تحدث فيما يمكن أن نسم ِّيه مستوى ‏«الوعي<br />

املتقلب»‏ دون أن ندرك أنها حدثت؛ لذلك فإن حقيقة أننا لا نُعِ‏ ري مستويات عالية من<br />

الانتباه للإعلان،‏ وأننا لا ندرك أن هذا الإعلان يُعرَض علينا،‏ لا تعني أننا لم نتأثر بهذا<br />

الإعلان ولم نستخرج أي رسالة أو معنًى منه.‏<br />

150

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!