25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

نموذج خداع اللاوعي<br />

بها مؤشرات داماسيو تأثريها؛ إذ إنه عندما نريد اتخاذ قرار ما،‏ يكون لتلك املؤشرات<br />

الجسدية تأثري على الكيفية التي نصنع بها القرار.‏ إنها تعمل أيضً‏ ا كمراقبٍ‏ لا واعٍ‏ عندما<br />

نحاول أن نتخذ قرارًا يتعارض معها.‏ وإذا كن َّا في عجلة من أمرنا لاتخاذ قرار معني،‏<br />

فإنها يمكن أن توج ِّه حدسنا وتصنع القرار بفعالية من أجلنا.‏ يمكننا إيضاح الأثر الناتج<br />

عن تلك الارتباطات باستخدام دراسة حالة حملة طفل ميشلان الشهرية.‏<br />

دراسة حالة:‏ حملة طفل ميشلان<br />

في عام ١٩٨٤، كل َّفت شركةُ‏ ميشلان وكالةَ‏ دويل دين برينباك بتصميم إعلان لها،‏ وابتكرت<br />

الوكالة حينها فكرة استخدام الأطفال في الإعلان تحت شعار ‏«مع ميشلان،‏ ستحظَى<br />

بأعلى درجات الأمان».‏ قدمت الشركة إعلانات تعرض أطفالاً‏ ملدة ١٧ عامًا،‏ وذلك حتى<br />

أشار أحد الأشخاص العاملني لدَيْهم بقسم التسويق أن املستهلكني قد سَ‏ ئِموا تلك الفكرة،‏<br />

أو أن هذه النوعية من الإعلانات لم تَذكُر القدْرَ‏ الكافي من املعلومات عن إطارات ميشلان<br />

‏(وهو الأرجح).‏ وسواء كان السبب هذا أم ذاك،‏ تم َّ رَفْع تقرير بهذا الأمر للإدارة في فبراير<br />

٢٠٠١، وخسرت وكالة دويل دين برينباك التعامل مع شركة ميشلان.‏ عُرض الإعلان<br />

الأخري الذي يعرض أطفالاً‏ في أبريل ٢٠٠١، حيث أُذيع فيه نبأ فوز الشركة بجائزة<br />

التميز في خدمة العملاء التي تمنحها شركة جيه دي باور املتخصصة في أبحاث السوق.‏<br />

ومن ضمن الإعلانات الأكثر تأثريًا إعلانٌ‏ يعرض طفلاً‏ يجلس داخل إطار سيارة<br />

ومعه كلب أشعث يجلس إلى جواره.‏ في الخلفية تَظهَر نشرة أحوال جوية مصطنعة<br />

تتوق َّع جوٍّا دافئًا قد يتحول إلى عواصف رعدية شديدة وفيضانات ثم إلى جليد يتحول إلى<br />

مطر متجمد.‏ وبينما نسمع ذلك،‏ يختفي الكلب عن الشاشة ويعود مرتديًا معطفًا أصفر<br />

اللون وحاملاً‏ أحد جِ‏ رَائه ‏(الذي يرتدي هو الآخر معطفًا).‏ يُدخِ‏ ل الكلب جروَه الصغري<br />

برفقٍ‏ داخل الإطار إلى جانب الطفل الذي تبدو عليه الحرية.‏<br />

أُذيعتْ‏ إعلانات الأطفال تلك خلال عقدين من الزمن وقد عز َّزت صورة العلامة<br />

التجارية ميشلان ليس فقط بني الأمهات اللائي لديهن أطفال بل أيضً‏ ا بني الناس<br />

عمومًا،‏ ولكن كيف حدث ذلك؟ الأمر بسيط؛ فرؤية الطفل لا تعطي فقط إحساسً‏ ا<br />

بالل ُّطف والبراءة،‏ بل الإحساس بالضعف أيضً‏ ا،‏ وهو ما يثري الحاجة إلى السلامة؛ ومن<br />

ثم فإنه دون الحاجة إلى اد ِّعاءات عقلانية بشأن أداء املنتج،‏ تمك َّن الطفل الصغري من<br />

211

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!