إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
يُمك ِّن الإعلان من نَيْل الانتباه، ويتشك َّل الإبداع في الأساس من املحتوى العاطفي؛ ومِن<br />
ثَم يَحظَى املحتوى العاطفي بالانتباه. وكما هو الحال في أغلب الأحيان، هم مُحِ ق ُّون في<br />
جانب ومخطئون في جانب أهم، وفي هذا الفصل سوف أُحاول أن أَصِ ل إلى عمق هذا<br />
التناقض الواضح.<br />
الإثارة والانتباه<br />
من املنطقي أن نبدأ في النظر إلى الأبحاث التي تم التوص ُّ ل بناءً عليها إلى هذه النتيجة.<br />
وملعرفة هذا، سنعود بالزمن إلى فترة ستينيات القرن العشرين حيث البحث الذي أجراه<br />
دانيال إليس بريلني. كان املوضوع الأساسي لبحث بريلني هو دَوْر العاطفة والتحفيز<br />
والتعلم، وقد استنتج أن التعلم قائمٌ في الأساس على الفضول الذي تحر ِّكه الفروق بني<br />
الأشياء التي نتعلمها؛ ففي الأساس، عندما يكون شيء ما واضحًا وبديهيٍّا، فإننا لا نضيع<br />
الكثري من الوقت في التفكري فيه، بل يكون الأمر غري الواضح هو ما يُثِري فضولَنا ويَأسرِ<br />
انتباهنا.<br />
تكمن أهمية بحث بريلني بالنسبة إلى املوضوع الذي نناقشه في مسألة الإثارة؛ فقد<br />
عر َّف بريلني الإثارة بقياس مستوى «اليقظة وجاهزية رد الفعل لدى الفرد» (بريلني،<br />
١٩٦٠). وباستخدام تجارب الدراسة اللفظية، اكتشف بريلني أن العلاقة بني التعلم<br />
والإثارة علاقة عكسية، وأفاد بأنه:<br />
يُعتَقَد أن درجةً ما من درجات الإثارة تكون حاسمة، حيث إن درجة الإثارة<br />
املنخفضة قد تستبعد التعلم، إلا أن تلك الدراسات اللفظية تُشِ ري بقوة إلى<br />
أن درجة الإثارة العالية قد تُعِ يق التذك ُّر أثناء املراحل الأولى للتعلم. (بريلني،<br />
(١٩٦٤<br />
إذن وصولاً إلى ما يمكن أن نُطلِق عليه املستوى «الأمثل» من الإثارة، يزيد انتباهنا<br />
وتصبح قدراتنا املعرفية أقوى ويتحسن تعل ُّمنا وتذك ُّرنا. وإذا تجاوزنا هذا املستوى<br />
الأمثل للإثارة، تتناقص قدرتنا على التركيز والتعل ُّم والتذك ُّر.<br />
بعبارة أخرى، حتى مستوًى معني، تدفعنا الإثارة إلى أن نكون أكثر تحف ُّزًا ودافعيةً<br />
ويقظةً، وكذلك تجعلنا أكثر استعدادًا للفهم والتعلم. ولكنْ إنْ تعرضنا للإثارة الزائدة<br />
158