25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

ولكن الحال اختلف الآن،‏ إذ يمكننا شراء الأفلام على أقراص دي في دي من محلات<br />

كبرية أو شركات مثل ‏«لاف فيلم»،‏ فيمكن للمشاهد الاستمتاع بالفيلم أينما شاء ‏(في<br />

غرفة النوم أو السيارة أو املطبخ)‏ ووقتما شاء ‏(أثناء تناول الغداء أو مساءً‏ أو حتى في<br />

وقت متأخر من الليل).‏ وفي بعض الحالات النادرة عندما يتم عرض فيلم لم يُعرض من<br />

قبلُ،‏ يقوم أحدهم بتسجيله وتشغيله من جديد في وقت فراغه،‏ وحينها يكون متاحًا له<br />

خيار تخط ِّي الإعلانات.‏ ولسنا مضطرين حتى ملشاهدة الأفلام على شاشة التليفزيون مع<br />

الآخرين،‏ بل يمكن لأي فردٍ‏ أن يشاهد أي فيلمٍ‏ يعجبه وحده أو على شاشة الكمبيوتر.‏<br />

وبرغم الشاشات العريضة والشاشات املسطحة ‏(وتكنولوجيا الصور ثلاثية الأبعاد)،‏ فإن<br />

مشاهدة التليفزيون في جماعة صار إلى حد ٍّ كبري شيئًا من املاضي.‏<br />

إلا أن املسلسلات التليفزيونية وبرامج تليفزيون الواقع لا تزال كثرية،‏ بل وتقدم<br />

أيضً‏ ا فرصةً‏ كبرية للقائمني على صناعة الإعلان للحصول على جمهورٍ‏ جيد.‏ ولكن َّ جمهورًا<br />

يشاهد أشخاصً‏ ا مشهورين غري ذوي شأن يُضطَر ُّون في الغابات لأكل الحشرات ليس<br />

مثل أفراد أسرة يجلسون في استرخاء معًا أمام التليفزيون ملشاهدة فيلم جيد.‏ والحقيقة<br />

املُحزِنة هي أن الشركات املُعلِنة لم تَعُدْ‏ تضمن عرض إعلاناتها في بيئةٍ‏ ترفيهيةٍ‏ عالية<br />

املستوى لجمهورٍ‏ مسترخٍ‏ سهل الانقياد.‏<br />

البيئة الاجتماعية الجديدة<br />

بموازاة التغري في التكنولوجيا،‏ تغريت بالفعل البيئة الاجتماعية التي تُمارِس فيها الإعلانات<br />

تأثريها،‏ فبالنسبة ملَن يعيش في الغرب،‏ لم تَعُدِ‏ الإعلانات التليفزيونية بذلك البريق الذي<br />

تميزت به عندما ظهرت لأول مرة.‏ وبالتأكيد مَن وُلد في اليوم الذي عُرض فيه الإعلان<br />

التليفزيوني لساعات بولوفا في الولايات املتحدة الأمريكية (١ يوليو ١٩٤١) بلغ من العمر<br />

سبعني عامًا في ٢٠١١. وقد تم عرض الإعلان الأول على شاشة التليفزيون في بريطانيا في<br />

٢١ سبتمبر ١٩٥٥ وكان يتعلق بمعجون أسنان ‏«جيبس إس آر»؛ لذا فمَن وُلد في هذا<br />

اليوم بلغ من العمر ٥٦ عامًا في ٢٠١١. هناك قلة قليلة من الناس قد شهدت عالَمًا دون<br />

إعلاناتٍ‏ تليفزيونية،‏ ويتجلى َّ هذا في الطريقة التي نتجاهلها بها.‏ يشري مايكل شودسون<br />

في مقولته الواردة في بداية هذا الفصل إلى أنه في الحديث عن صناعة الإعلان،‏ لا سيما<br />

الإعلانات التليفزيونية،‏ لا تُعري الأغلبية الساحقة من الناس سوى قدر ضئيل من الانتباه<br />

لهذه الإعلانات،‏ وهو ما يحدث عمومًا.‏<br />

202

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!