إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
خاتمة<br />
تجارية معي َّنة. وعندما يحدث هذا، تصبح املُثِريات املؤثرة عاطفيٍّا مرتبطةً بالعلامة<br />
التجارية في عقلنا، وتجعلنا لا شعوريٍّا نُحِ س ُّ بأن العلامة التجارية لها القِ يَم العاطفية<br />
نفسها كتلك التي تول ِّدها هذه املثريات، لتتحول بعد ذلك إلى نوع من الارتباط العاطفي<br />
بالعلامة التجارية.<br />
أما الطريقة الثانية فتتم من خلال التأثري على العلاقة التي تربطنا بأي علامة<br />
تجارية. وعلى الرغم من أن الأمر يبدو مستبعَدًا نوعًا ما؛ فنحن نشعر بمستوًى معني<br />
من التعل ُّق بكل شيء نستخدمه تقريبًا، من املقص إلى السيارة. وعادةً ما يكون حجم<br />
القِ يَم العاطفية لهذه التعل ُّقات لا شعوريٍّا؛ لهذا يسهل التأثري عليها لا شعوريٍّا، فكل<br />
عملية تواصل تحدث لنا، بدءًا من إيماءة بسيطة إلى إعلان تليفزيوني يستغرق ٩٠ ثانية،<br />
تضم الكثري من العناصر التي «تحدد معالم» الرسالة التي يُرجَى إيصالها. وتُعرَف<br />
هذه العناصر باسم «التواصل الورائي» (غري املباشر)، وفي مجال الإعلانات، يمكن أن<br />
تُعرف بوجهٍ عام بالإبداع. وغالبًا ما نكون غري واعني على مستوى الشعور بالتواصل غري<br />
املباشر، ولكن عقلنا <strong>الباطن</strong> حس َّ اسٌ بشكلٍ غري عادي تجاهه. ويمكننا الشعور به على<br />
الفور إذا كانت الإيماءة تعبريًا عن السعادة أو الحَذَر أو التذم ُّر أو الغضب، وما إلى ذلك.<br />
وبالطريقة نفسها، نحن قادرون بدرجةٍ كبرية على فك شفرة الإبداع لا شعوريٍّا؛ لذا فإن<br />
هذا الإبداع قادرٌ على التأثري في الخفاء على علاقاتنا بالعلامات التجارية، والتي بدورها<br />
تؤثر على تعل ُّقنا بهذه العلامة التجارية وتجعلنا أكثر (أو في كثري من الأحيان أقل َّ) ميلاً<br />
لشرائها.<br />
ثمة طريقة ثالثة تُمارِس بها العواطف تأثريها علينا، بأن تعمل بمثابة مراقب<br />
واعٍ لجميع قراراتنا <strong>العقل</strong>انية. نحن غري قادرين جسديٍّا على اتخاذ قرار إذا كانت<br />
عواطفنا لا تسمح لنا بذلك، وفي بعض الأحيان، عندما نكون في عجلة من أمرنا، فإن<br />
عواطفنا يُمكن أن تتخذ على نحو فع َّال قرارات بالنيابة عن َّا عن طريق الغريزة؛ لذا فإن<br />
املضمون العاطفي في الإعلانات يُمكن أن يؤثر لا شعوريٍّا حتى في أكثر قراراتنا <strong>العقل</strong>انية<br />
واملدروسة.<br />
حتى أعطيك فكرةً أفضل عن كيفية «خداع» الإعلانات لعقلنا <strong>الباطن</strong>، سأسترجع<br />
بعضً ا من دراسات الحالة للإعلانات التي تعرضنا لها سابقًا في الكتاب، ولكن سأقوم<br />
بذلك عن طريق استخدام نموذج <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong> الذي أعددتُه في الجزء الرابع.<br />
273