إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الفصل التاسع<br />
اللاوعي التكي ُّفي<br />
كانت وجهة نظر فرويد القائلة بأن الوعي هو قمة جبل الجليد <strong>العقل</strong>ي غري<br />
دقيقة … فحجمه لا يتعد َّى حجم كرة ثلج على قمة هذا الجبل.<br />
تيموثي ويلسون<br />
«غرباء عن أنفسنا» (٢٠٠٢)<br />
في الفصل السابق كنتُ قد أوضحتُ وصف داماسيو للعاطفة حال معالجتها على مستوى<br />
اللاوعي. ونظرًا لأننا نبحث عن تفسريٍ للطريقة التي يمكن بها للتعلم الضمني من<br />
الإعلان التأثري علينا، بالإضافة إلى الكيفية التي يمارس بها التعلم الضمني تأثريه تلقائيٍّا<br />
وعلى مستوى اللاوعي، يصبح من الأهمية بمكان الوصول إلى فكرة واضحة عن كيفية<br />
عمل عقولنا الواعية واللاواعية معًا.<br />
يتبن َّى داماسيو الفكرة الثورية التي مفادها أن هناك تمثيلاً لأجسامنا داخل أدمغتنا،<br />
وقد أطلق على هذا التمثيل اسم الذات البدئية، ويصفها بأنها مجموعة من الخرائط التي<br />
تصو ِّر أجسامنا بطريقة مفككة إلى حد ٍّ ما. نحن لا ندرك تمامًا وجود هذه «الخرائط»<br />
لأننا ننتبه فقط إلى الصورة املركبة — إحساسنا بالعافية أو الراحة أو التوع ُّك أو اليأس<br />
أو أي شعور آخَ ر قد تكون عليه حالتنا العاطفية ككل.<br />
واملقصود بذلك هو أننا نتصرف كما لو أننا نمتلك جسدين؛ أحدهما لا ندركه تمامًا<br />
(الذات البدئية) والآخَ ر ندركه، والذي يُطلِق عليه داماسيو اسم الوعي الأساسي. ويقد ِّم<br />
داماسيو أدلةً على أن العواطف واملشاعر تتشكل في الذات البدئية بينما تتشكل الأفكار<br />
في الوعي الأساسي. ونظرًا لأن النشاط الحادث في الذات البدئية دائمًا ما يسبق النشاط