إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
عمليٍّا، هما يَعنِيان أن التعلم الخامل لا يمكن أن يؤثر في تغيري التوجه إلا َّ إذا كان<br />
الشخص مي َّالاً بالفعل إلى هذا التغيري بطريقة أو بأخرى، بل وأكثر من ذلك، يزعمان أن<br />
هذا التغيري في التوجه لا يكون بنفس قوة وثبات التغيري الناجم عن التعلم النشط.<br />
إنْ لم يكن لدينا الكثري من املعلومات السابقة، أو لم نجد أن املوضوع ذو<br />
صلة وثيقة بنا، فعندئذٍ يمكن للمقاربة املحيطية أن تحقق نجاحًا. على أن هذا<br />
النجاح يكون قصري الأمد؛ ومِن ثَم َّ يكون من الضروري ملَن يحاول إقناعنا أن<br />
يعمل باستمرار على تذكرينا بمفتاح هذا الإقناع. (بيتي وكاتشوبو، ١٩٩٦)<br />
يحدث كل ٌّ من التعل ُّم النشِ ط والسلبي عندما نُوِ لي قدرًا ما من الانتباه، وعندما نكون<br />
«مدركني» لعملية التعلم القائمة. ولكنك قد تندهش عندما تكتشف أنه من املمكن أيضً ا<br />
أن تتعلم من دون أن تنتبه على الإطلاق إلى هذه املهمة. يقول أيزنك وكني: «يمكن<br />
معالجة املعنى من دون وعي» (أيزنك وكني، ٢٠٠٠). ويعرف التعلم الذي يحدث من<br />
دون أن تكون على دراية بأنك تتعلم باسم «التعلم الضمني» (أيزنك وكني، ٢٠٠٠).<br />
التعلم الضمني<br />
إليك مثالاً بسيطًا على التعلم الضمني: لنَعُدْ إلى املوقف الذي كنتَ فيه تقود سيارتك<br />
وأنت تحاور رفيقك، لنفترض أن أحد املار َّة هم َّ بالعبور من أمام السيارة. من املؤكد أنك<br />
ستُبادِر برد فعل فوري، فتضغط بقوة على الفرامل، وربما تنحرف بالسيارة لتتفاداه،<br />
وربما تصرخ فيه بعبارات غري لائقة لعدم يقظته للطريق. ولكنْ نظرًا لأنك منخرط في<br />
حوار، وتراقب الحافلات وهي تنطلق بجوارك، وتترقب الطقس تحسبًا لهطول املطر، وما<br />
إلى ذلك، فكيف يتسن َّى لك وسط كل هذا أن ترى هذا العابر في الوقت املناسب لتتوقف<br />
بالسيارة؟<br />
الحقيقة هي أنك طوال الوقت الذي تقود فيه السيارة، أو تقوم بأي عمل، يكون<br />
عقلك في حالة معالَجة مستمرة لكل تفصيلة من تفاصيل ما يجري من حولك، وهذا<br />
من دون وعي منك؛ فأنت ليس لديك أي فكرة عم َّا يقوم به عقلك؛ لأن هذه املعالجة<br />
تلقائية تمامًا وتتم لا شعوريٍّا. وأهمية هذا النوع من املعالجة التلقائية أمر مسل َّم به،<br />
وهي السبب في بقاء الجنس البشري؛ فإذا لم يكن لدى أجدادنا مثل هذا النظام الذي<br />
82