إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الأشياء. ومع ذلك، فإنه يتطلب إرادة لتحقيقه؛ ومِن ثَم َّ فهو لا يُستخدم كثريًا في التعامل<br />
مع الإعلانات.<br />
في الطرف الآخر من طيف التعلم املنتبه، في منتصف الشكل 1-7، يوجد التعل ُّم<br />
السلبي، وهو فاعل عند مستويات منخفضة من الانتباه، ويستغل مستويات منخفضة<br />
من الجهد الإدراكي، وهو ليس جيدًا إلى حد ٍّ كبري في تحليل الأشياء؛ ولذلك لا يبدو أنه<br />
يُفيد كثريًا في تغيري املواقف على املدى الطويل. وهو في واقع الأمر لا يُفيد كثريًا في تحليل<br />
نوعية املعتقدات واملواقف التي ترتبط بالإقناع القائم على الرسالة الإعلانية.<br />
التعلم السلبي هو الحالة الافتراضية التي نكون عليها ما دُمْنا واعني؛ لذلك فهذا<br />
النوع من التعلم غالبًا ما يكون بمثابة الطريقة التي نتعامل بها مع الإعلانات دون أن<br />
نُبدِي «أي انتباه على الإطلاق». ويكون التعلم الضمني فاعلاً بغض ِّ النظر عن الانتباه،<br />
ولا يتوقف أبدًا. ولكن نقطة ضعفه هي أنه غري متصل بالذاكرة العاملة؛ ومِن ثَم َّ لا<br />
يمكنه تفسري أو تحليل أي شيء.<br />
هناك أيضً ا ثلاثة أنواع مختلفة من النشاط <strong>العقل</strong>ي تحدث عندما نتعلم، فهناك<br />
الإدراك الحسي الذي يسج ِّل كل الظواهر التي ندركها حسيٍّا، وهناك التصور، الذي يربط<br />
هذه الظواهر بالقِ يَم املختزنة في أذهاننا خلال حياتنا، وهناك التحليل، حيث يمكننا<br />
تفسري وتحليل هذه الظواهر. والتعلم الضمني يتضمن إدراكًا حسيٍّا وتصورًا، ولكنه لا<br />
يتضمن أي تحليل.<br />
ومن أجْل أن يكون الإعلان فعالاً على نحو مقنِع يلزم أن يكون التحليل شاملاً ،<br />
وهو ما يتطلب الكثري من الجهد الإدراكي؛ مما يعني أن يتم التعامل مع رسالة الإعلان<br />
بالاستعانة على الأقل بشيء من التعلم النشط. ويُشار إلى الإقناع بالخط املتصل في الأعلى.<br />
من ناحية أخرى، فإن التعرف على نوعية العلامة التجارية مهمة ذهنية بسيطة<br />
نسبيٍّا؛ ولذلك يمكن أن يتم باستخدام التعلم السلبي فقط. ويشار إلى هذا بخط متقطع<br />
في الوسط.<br />
ويتصف هذان النشاطان — تفسري الرسالة وتحديد العلامة التجارية — بكونهما<br />
عرضة للتصفية الإدراكية. وعندما تحدث التصفية الإدراكية من املمكن أن تبطل فعالية<br />
الإقناع أو تتسبب في عدم تسجيل العلامة التجارية التي يتم الإعلان عنها. وكثريًا ما<br />
يحدث الأمران معًا.<br />
وبافتراض عدم حدوث التصفية الإدراكية، فإن الإعلان يكون حينئذٍ قادرًا على<br />
التأثري في أفكار املُشاهِ د وقناعاته الخاصة بالعلامة التجارية، وهو ما يؤثر بدوره على<br />
126