25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

خاتمة<br />

يشرح لنا إعلان كليو أيضً‏ ا السبب في فشل إعلان سيتروين زارا.‏ ربما يكون تجرد<br />

كلوديا شيفر من ملابسها بينما تهبط السلم مُثِريًا،‏ ولكنه ليس رومانسيٍّا كثريًا.‏ لقد كان<br />

الشعور الذي خلقه هذا الإعلان هو أنه كان إحدى طرق الاستغلال،‏ ولا يحترم النساء.‏<br />

وهذا يناقض تمامًا املعاني التي يرغب الناس في أن يربطوها بسياراتهم.‏<br />

ولكن بمنظور خداع <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>،‏ فإن الجزء الأكثر إلهامًا في إعلان كليو هو<br />

الرسالة حول رفاهية السيارة الكبرية إضافة إلى القوة النسبية للسيارة الصغرية.‏ ولكنْ‏<br />

أُسارع إلى القول بأن ذلك كان بسبب أنها غري َّ ت معتقداتنا أو مواقفنا إزاء السيارة.‏ أنا<br />

على يقني بأن هذه الرسالة كانت ذات تأثري ضئيل،‏ أو لم تؤثر على موقفنا إزاء السيارة؛<br />

لأن الشك الفطري لدينا كان سيعارض فكرة أن كل السيارات الصغرية ‏«قوية نسبيٍّا»‏<br />

في املطلق،‏ وأن معظمها مريح جدٍّا.‏ ولكن الأمر ليس كذلك؛ فالجانب الذكي في الرسالة<br />

يتمث َّل في حقيقة أنها كانت موجودة.‏ فلأنه كانت هناك رسالة ‏«بررت»‏ كل التصرفات<br />

الغريبة لنيكول ووالدها،‏ لم يؤثر الإعلان فعليٍّا على أي شخص بأي طريقة أخرى.‏ فلم<br />

ينظر أحد إلى سلوكهما املثري وأناقتهما باعتبارها أمورًا جانبية مم َّا كان يُرجى إيصاله<br />

للمشاهدين حول السيارة.‏ وهكذا لم يقم أي شخص بأي محاولة للمعارضة <strong>العقل</strong>ية<br />

للإشراط القائم على فكرة الإثارة والأناقة؛ لأننا لم يكن لدينا فكرة فعلاً‏ أن هذا ما كان<br />

يحدث بالضبط.‏<br />

ربما يكون أصعب قليلاً‏ أن أشرح كيف حالف إعلان تلما نودلز مثل هذا النجاح،‏<br />

لأنني لا أستطيع أن أعرض لك الصور أو أعزف لك املوسيقى.‏ فقط عليك أن تعرف أن<br />

الصور رسمت شبابًا مبتهجني،‏ ونابضني بالحياة،‏ ومتمردين نوعًا ما،‏ باملقارنة بآبائهم<br />

الغاضبني وسريعي الانفعال.‏ هذه الصور التي عُرضَ‏ ت مرارًا وتكرارًا،‏ ربما تكون قد<br />

أث َّرت تأثريًا قويٍّا في العلاقة بني الشباب والعلامة التجارية.‏ فهم لا شعوريٍّا،‏ أحسوا بأن<br />

الإعلان يقف في صف ِّهم ‏(وليس في صف آبائهم)؛ ومِن ثَم َّ شعروا من داخلهم أن هذه<br />

هي نوعية الطعام التي تخصهم؛ ومِن ثَم فض َّ لوه على غريه.‏ بالإضافة إلى هذا،‏ فإن<br />

املوسيقى التي تم التعامل معها مرارًا بصورة شبه واعية،‏ ربما تكون قد عززت الشعور<br />

بالاستمتاع والحيوية،‏ وعملت أيضً‏ ا على تعزيز صورة العلامة التجارية تلما.‏ قد نتكهن<br />

أنه لو أن املوسيقى لم تكن مشهورة،‏ لربما كان الإعلان قد ذهب طي َّ النسيان.‏ وأخريًا،‏<br />

فإن الحوار الغامض يُقصَ‏ د منه أن تقضي معظم وقت مشاهدتك للإعلان وأنت تحاول<br />

فهم الرسالة التي يتضمنها،‏ وهذا من شأنه — كما هو الحال في رسالة إعلان رينو كليو<br />

— أن يجعلك أسري الصور واملوسيقى ويمنعك من الاعتراض عليهما.‏<br />

275

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!