25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

تأثري التواصل غري املباشر<br />

الرسالة نفسها.‏ ولكنْ‏ عندما يقول ماكلوان:‏ ‏«من الشائع جدٍّا أن يُعمينا ‏«محتوى»‏ أي<br />

وسيلة إعلامية عن طبيعة هذه الوسيلة نفسها»‏ ‏(ماكلوان،‏ ١٩٦٤)، فمن الواضح جدٍّا أنه<br />

يتحدث عن التواصل الذي يُعمينا عن التأثري الذي يمارسه التواصل غري املباشر علينا.‏<br />

هذا هو ما يحدث في الإعلان في كثري من الأحيان؛ نلحظ الرسالة ونعارضها،‏ ولكن،‏ عند<br />

القيام بذلك،‏ ينسحب انتباهنا بعيدًا عن التواصل العاطفي غري املباشر للإبداع ويدخل<br />

هذا دون أن ندري في عقلنا <strong>الباطن</strong>.‏ ولأننا لسنا على دراية به،‏ لا يمكننا تقديم حُجَج<br />

معارضة له؛ ومِن ثَم َّ،‏ نكون غري قادرين على تخفيف تأثريه فيما يتعلق بعلاقتنا مع<br />

العلامة التجارية.‏<br />

قد تبدو فكرة إقامة ‏«علاقة»‏ مع علامة تجارية مستبعَدة إلى حد ٍّ ما لدى البعض<br />

منكم،‏ فالشركات والعلامات التجارية ما هي إلا أشياء جامدة.‏ وبالتأكيد،‏ لا نُكِن ُّ لها<br />

النوع نفسه من املشاعر التي نُكِن ُّها لأزواجنا وآبائنا وأطفالنا وأصدقائنا.‏<br />

في الواقع،‏ هناك الكثري من الأدلة التي تثبت أننا لا نتعامل مع الشركات والعلامات<br />

التجارية باعتبارها ‏«جزءًا من عائلتنا»،‏ فمقدار التعل ُّق بها أقل كثريًا من مقدار تعلقنا<br />

بالناس،‏ لكن تربطنا بها مشاعر مع ذلك.‏ حسنًا،‏ لا يد َّعي أحد أنك قد تَقَع في غرام<br />

منظف املرحاض الخاص بك،‏ ولكنْ‏ ألاَ‏ نشعر بالارتباط عاطفيٍّا بسياراتنا ودر َّاجاتنا<br />

البخارية التي هي من الجمادات؟ يكفيك أن تدخل على شبكة الإنترنت لتَجِ‏ د مجموعات<br />

هائلة من الناس يكر ِّسون حياتهم بالكامل لعلامات تجارية مثل ألفا روميو وفولكس<br />

فاجن وهارلي ديفيدسون ودوكاتي وغريها.‏ في الواقع،‏ هذه العلامات التجارية مؤث ِّرة<br />

جدٍّا لدرجة أن هؤلاء الهواة أصبحوا هدفًا لنشاط تسويقي كبري ‏(وغري ناجح في أغلبه).‏<br />

ويمكن أن نجد النوع نفسه من التعلق في أسواق متنوعة مثل أسواق املزلجات والأحذية<br />

الرياضية والخمور وامللابس والفيتامينات واملشروبات الغازية وأجهزة الكمبيوتر.‏ تحد َّثْ‏<br />

فقط مع أحد املتحم ِّسني ل ‏«آبل»‏ لبضع دقائق وستجد في الغالب أن لديه ارتباطًا عاطفيٍّا<br />

فعليٍّا بأجهزة آبل.‏ ويمكن أن نجد هذا الارتباط العاطفي نفسه بني أولئك الذين يشترون<br />

مساحيق الغسيل الحيوية مثل إيكوفر،‏ حتى وإن بدا حماسهم غري واضح نسبيٍّا؛ لذلك<br />

فنحن ‏«نرتبط»‏ — على مستوًى ما — بكل العلامات التجارية التي نشتريها بانتظام،‏<br />

على الرغم من أننا لا ندرك دائمًا وجود هذه العلاقات.‏<br />

ولكن حتى إن قبلتَ‏ فكرة أنك قد تشعر بالتعلق بعلاماتك التجارية املفض َّ لة،‏ فما<br />

هي الأدلة التي تُثبِت أن نظريات فاتسلافيك تنطبق عليها؟ بالتأكيد،‏ إذا كان لدينا<br />

191

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!