إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
وكلما زاد تأثري الإعلان في مشاعرنا، زادت قدرته على تكييف العلامة التجارية<br />
بحيث تصبح مغل َّفة بهذه املشاعر وتوليد علاقات إيجابية بتلك العلامة التجارية. تلك<br />
الارتباطات التكيفية والعلاقات الإيجابية هما ما يجعلاننا أكثر رغبة في شراء املنتج.<br />
كان من بني النتائج الرئيسية التي توص َّ ل إليها فاتسلافيك أنه على الرغم من أن<br />
محتوى التواصل (أي الرسائل املوجودة في الإعلان) يتلاشىَ وينتهي سريعًا، فإن املواقف<br />
العاطفية الخفية إزاء علامة تجارية معينة، والتي يول ِّدها التواصل وراء العاطفي غري<br />
املباشر، تُحفَظ في الذاكرة الضمنية لتظل َّ هناك فترةً طويلة جدٍّا.<br />
ومن ثَم َّ فإنه في بعض الأوقات في املستقبل، وحني ات ِّخاذ قرار شراء منتج يحمل<br />
إحدى العلامات التجارية، وخصوصً ا في حالة وقوع الاختيار بني علامتني تجاريتني<br />
متقاربتني جدٍّا، فإننا سنختار حدسيٍّا العلامة التجارية التي نفض ِّ لها. ونظرًا لأننا لا<br />
نتذك َّر كيف شك َّلنا وامتلكْنا تلك املواقف واملؤشرات التي أوجدت هذا الشعور الحدسي،<br />
فإننا لا يمكننا بسهولة منعها من التأثري فينا.<br />
وهو ما يوضح أيضً ا السبب في أننا نجد صعوبة كبرية في تذك ُّر بعض الإعلانات،<br />
وذلك لأن تفاصيل الإعلانات تتلاشىَ بسرعة؛ لأنها كلها ذكريات معق َّدة عرضية زائفة لا<br />
تلبث أن تختفي لتحل َّ محل َّها غريها. وفي حالة وجود محتوًى عقلاني يتم عرضه من<br />
خلال إعلانٍ تليفزيوني — اتفقنا على أننا لا نُعريه اهتمامًا كبريًا على أي حال — فإن<br />
تفاصيل هذا املحتوى أيضً ا لن تَجِ دَ لها مكانًا داخل الذاكرة؛ لأن ذكرى الإعلان نفسها<br />
تتلاشىَ . ولكن بالنسبة للذكريات العاطفية وراء التواصلية التي تؤث ِّر على مشاعرنا تجاه<br />
العلامة التجارية، فإنها ستبقَى طويلاً . وربما لا يكون لدينا أدنى دليل على وجودها.<br />
موجز: القرار والعلاقة<br />
لدينا الآن رسم بياني متكامل لنموذج خداع اللاوعي الجديد (شكل 1-13)، وهو يُظهِ ر<br />
عددًا من الإضافات الهامة. فعلى سبيل املثال، يتم تمييز املواقف املرتبطة بالعلامة<br />
التجارية الآن وفقًا لكَوْنها علنية (أي تلك التي نُدرِكها ونكون قادرين على تذك ُّرها)،<br />
أو غري علنية (أي التي لا ندركها ونجد صعوبة في تذكرها). كما يتم الآن تمييز تغري<br />
السلوك وفقًا لكون السلوك عقلانيٍّا (أي يستند في معظمه إلى منطق)، أو حدسيٍّا (أي<br />
يستند إلى مشاعر أو مؤشرات مختزنة في <strong>العقل</strong> من خبرات سابقة مماثلة).<br />
216