إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الحادث في الوعي الأساسي فإن ذلك يعني أن العواطف واملشاعر دائمًا ما تتشكل قبل<br />
املعرفة وعلى مستوى اللاوعي (داماسيو، ٢٠٠٠).<br />
عادةً ما يستخدم علماء النفس مصطلح «اللاوعي» لوصف النشاط <strong>العقل</strong>ي الذي<br />
يحدث دون مستوى الوعي. فقد تحدث املعالجة اللاواعية عندما تكون مستيقظًا (واعيًا)<br />
أو نائمًا (لا واعيًا) على حد ٍّ سواء، وهذا يحمل شيئًا من التناقض بعض الشيء. لكنني<br />
أقتصر في استخدامي ملصطلح اللاوعي هنا على املعالجة التي تحدث دون مستوى الوعي<br />
عندما نكون مستيقظني. والسبب وراء ذلك هو أنني لا أعتقد في واقع الأمر أن الإعلان<br />
يمكن أن يؤثر علينا عندما نكون نائمني.<br />
وقد أك َّدْنا بالفعل أن بعض جوانب املعالجة تحدث تلقائيٍّا ودون مستوى الوعي.<br />
ووفقًا لتيموثي ويلسون، الأستاذ بجامعة هارفارد، فقد لاحظ كاربنتر ولايكوك في عام<br />
١٨٦٥ أن النظام الإدراكي الحسي البشري يعمل في الأساس خارج إدراكنا الواعي. وبعد<br />
مرور ٩ سنوات فقط أكد كاربنتر أن:<br />
مشاعرنا تجاه الأشخاص والأشياء قد تمر ُّ بمعظم التغريات املهمة دون أن<br />
يكون لدينا أدنى درجة من الوعي، حتى يتم توجيه انتباهنا إلى التغري ُّ الذي<br />
حدث فيها. (ويلسون، ٢٠٠٢)<br />
وبعبارة أخرى، فقد تنب َّأ كاربنتر باكتشافات داماسيو املتعلقة بكيفية حدوث<br />
املعالجة العاطفية على مستوى اللاوعي منذ وقت طويل يُقد َّر ب ١٥٠ عامًا.<br />
وحقيقة أن الإدراك الحسي والتصور العاطفي مستقلان عن الوعي لا تهدد فعليٍّا<br />
الرأي املؤكد عن كيفية صنعنا للقرار. ويقر داماسيو نفسه بأن العواطف لا تصنع<br />
قرارات بمفردها (داماسيو، ٢٠٠٠). والرأي املؤكد هو أن الإدراكات الحسية واملفاهيم<br />
تعزز ببساطة قدراتنا <strong>العقل</strong>ية العليا وأن هذه القدرات <strong>العقل</strong>ية العليا هي التي تتخذ<br />
القرارات فيما بعد. ويفترض هذا الرأي أن عقولنا تعمل بشكل يشبه املحكمة؛ حيث يتم<br />
تقديم التصورات واملفاهيم والتحليل إلى املحكمة ثم يقرر القاضي وهيئة املحلفني (نوع<br />
ما من املهام «التنفيذية» الواعية العليا) ما سوف يحدث.<br />
لكن كما سنرى، فإن هذا الرأي املؤكد ربما لا يمثل الكيفية التي تعمل بها عقولنا<br />
على الإطلاق.<br />
144