إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الإدراك، ووظيفة الإدراك إحدى وظائف الذاكرة التلقائية التي تصل مباشرة إلى الذاكرة<br />
الضمنية. وقد عُرض على الأشخاص الخاضعني للتجربة مجموعة أولية من الصور،<br />
وبعد مرور يومني عُرض عليهم مجموعة ثانية من الصور. تتكون املجموعة الثانية من<br />
أزواج من الصور، كل زوج يحتوي على صورة واحدة كانوا قد رأَوْها في املجموعة الأولى،<br />
والصورة الأخرى لم يَرَوْها من قبلُ. وطُلب من املشاركني تحديد الصورة التي رأَوْها من<br />
قبلُ. فإذا كان أداؤهم في تحديد الصور التي عُرضت عليهم في املجموعة الأولى أفضل<br />
من املتوسط، زيد عدد الصور. وفي نهاية املطاف نَفِ دَ التمويل الخاص بستاندينج عندما<br />
بلغتِ املجموعة التي يتم عرضها بشكل أولي إلى ١٠ آلاف صورة، واستمر أداء املشاركني<br />
عند هذا املستوى أفضل من املتوسط في تحديد الصور التي عُرضت عليهم لأول مرة.<br />
يتعارض هذا الأمر مع اعتقاد معظمنا (بما في ذلك املسو ِّقون) أن تلك الذاكرة<br />
الصريحة هي مخزن الذاكرة الأكثر سعة؛ ففي الواقع، تكون الذاكرة الصريحة محدودة<br />
للغاية. وقد اكتشف ستيفن روز (١٩٩٢)، مستشهدًا بلعبة التذك ُّر التي تختبر الذاكرة<br />
الصريحة وتسمى لعبة كيم، أن الأشخاص الخاضعني للتجربة الذين عُرضت عليهم<br />
مجموعة من الأشياء العشوائية ملدة دقيقتني وطُلب منهم حفظها يمكنهم تذك ُّر نحو ١٨<br />
شيئًا فقط في املتوسط، ونادرًا ما يمكنهم تذكر ما يزيد عن ٢٥ شيئًا ما لم يتلق َّوْا تدريبًا<br />
خاصٍّ ا على هذه املهمة.<br />
الناحية الثانية التي تختلف منها الذاكرة الضمنية عن الذاكرة الصريحة هي أن<br />
الأولى تكون أكثر ثباتًا وأطول أمدًا. وقد اكتشف ألني وريبر (١٩٨٠) هذا الأمر لأول مرة<br />
في اختبار تعل ُّم قواعد اللغة الاصطناعي. وقد ثبت أنه بعد مرور عامني، تُنسىَ العديد<br />
من القواعد التي تم تعل ُّمها بشكل جيد، لكن السلوك النحوي الذي تم تعل ُّمه تلقائيٍّا<br />
و«ضمنيٍّا» يستمر تواجده في الذاكرة ويمكن أن يواصل ظهوره بعد مرور عامني.<br />
وقد تأكد لاحقًا الدور الذي يلعبه التعل ُّم الضمني في هذا الصدد من خلال اختبارات<br />
استكمال أجزاء الكلمات التي أجراها تولفينج وآخرون (١٩٨٢)، ويصف دانيال شاكتر<br />
(١٩٩٦) هذه الاختبارات على النحو التالي: تم عرض مجموعة من الكلمات على الأشخاص<br />
الخاضعني للاختبار مثل «قاتل»، «أخطبوط»، «أفوكادو»، «غموض»، «عمدة املدينة»،<br />
«مناخ»، ثم تم َّتْ دعوتهم مرة أخرى وعُرض عليهم قائمة أخرى تحتوي على بعض<br />
الكلمات الأصلية وبعض الكلمات الجديدة، على سبيل املثال: «أخطبوط»، «غسق»،<br />
«ديناصور»، «غموض» وسُ ئلوا عن الكلمات التي يتذكرونها، وقد قاس هذا الاختبار<br />
94