25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

ولكن بوسعنا إضافة صفة خامسة إلى الصفات التي وضعها أيزنك وكني،‏ ألاَ‏ وهي أن<br />

املعالجة التلقائية ‏«متواصلة»؛ فهي لا تتوقف أبدًا،‏ وإلا َّ فكيف يتسن َّى لوالدٍ‏ نائمٍ‏ أن<br />

يستيقظ عندما يصل إلى أذنيه بكاء ابنه ليلاً‏ ؟<br />

يمكن ملعظمنا أن يَقبَل بأن املعالجة تتواصل عند ما يمكننا تسميته بمستويات<br />

إدراك ‏«شبه واعية».‏ ويحدث هذا النوع من املعالجة حينما لا تكون الظروف مهمة<br />

بما يكفي لتستدعي الانتباه ‏«الكامل»،‏ ولا تكون غري مهمة لدرجة أنها لا تستدعي أي<br />

انتباه.‏ وهذا مماثل للتعلم السلبي،‏ وهو تحديدًا املوقف الذي نواجهه مع التواصل برسالة<br />

العلامة التجارية مثل الإعلانات.‏ فنحن لا نريد أن نتجاهلها تمامًا؛ لأن علينا،‏ شئنا أم<br />

أبَيْنا،‏ اتخاذ قرارات نحدد من خلالها العلامات التجارية التي نفضلها.‏ ولكن خبرتنا<br />

قادتْنا لندرك أن تلك الرسالة قل َّما تزو ِّدنا بشيء ذي أهمية حقيقية؛ لذلك نجد أن لا<br />

حاجة بنا إلا أن نوليها انتباهنا الكامل.‏<br />

تلقَى فكرة املُعالَجة الضحلة ‏(أي التعلم السلبي والضمني)‏ قبولاً‏ جيدًا في علم<br />

النفس.‏ أما في صناعة الإعلان فهي مسألة خلافية كبرية.‏ فعلى سبيل املثال،‏ يقر ِّر ماكس<br />

ساذرلاند وأليس سيلفستر،‏ في كتابهما ‏«الإعلان وعقل املستهلك»،‏ ما يلي:‏<br />

الإعلان الذي يَحظَى بمعالَجة ضحلة — والذي يفتقر إلى القدرة على إحداث<br />

تأثري كبري — يكون على الأرجح مفتقرًا إلى الفعالية والتأثري مقارنة بالإعلان<br />

الذي يَحظَى بمعالَجة على مستوى الوعي.‏ ‏(ساذرلاند وسيلفستر ٢٠٠٠، في<br />

هيث ٢٠٠١)<br />

أعرب ماكس بلاكستون،‏ من شركة ريسريش إنترناشيونال،‏ عن رأيٍ‏ مماثل بل<br />

وأكثر جزمًا،‏ وذلك في معرض رد ِّه على أحد مقالاتي:‏ ‏«تحفيز املعالجة النشطة ضرورة<br />

لفعالية الإعلان»‏ ‏(بلاكستون،‏ ٢٠٠٠).<br />

هناك العديد من شركات التسويق التي ترح ِّب بما سبق من آراء،‏ فهو الخيار الآمن<br />

بالنسبة لها في نهاية املطاف.‏ فإذا كان الإعلان يَحظَى بمعالَجة نشِ‏ طة فلا بد أن له<br />

فرصة أفضل لإقناع املتلق ِّي — مشاهدًا كان أم مستمعًا — مقارنة بما إذا كان يفتقر إلى<br />

هذا النوع من املعالجة.‏<br />

84

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!