إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الجزء الخامس: تناول الإعلانات من منظور جديد<br />
في القسم الأخري من الكتاب أبدأ في الكشف عن الآثار املُترت ِّبة على نموذج <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong><br />
<strong>الباطن</strong>. يمنحكم الفصل الرابع عشر فكرةً عن مدى سذاجتنا جميعًا، ومدى سهولة تأثري<br />
املثريات الخارجية مهما كان نوعها علينا؛ على سبيل املثال، إشارتنا أو هز ُّنا لرءوسنا أثناء<br />
الاستماع يمكن أن تُغري ِّ رأينا كما أن أبسط تصر ُّف نقوم به، كمَلْءِ استبيان ما بقلم ذي<br />
لون محدد، يمكن أن يؤث ِّر فيما نشتريه. يفسر هذا الفصل أيضً ا كيف أننا نخب ِّئ في عقْلنا<br />
<strong>الباطن</strong> كثريًا من املعرفة عن «تفاصيل» الإعلان أكثر مما نرغب في أن يكون لدينا غالبًا.<br />
والأكثر من ذلك هو بسبب أن هذه املعرفة تتواجد في عقلنا <strong>الباطن</strong>، فلا يوجد أي طريقة<br />
نستطيع إخراجها بها.<br />
كثري من الأمثلة التي تَعامَلنا معها حتى الآن من التليفزيون. يناقش الفصل الخامس<br />
عشر كيف تؤث ِّر الوسائط الإعلامية الجديدة، وخاصة الإنترنت، فينا. كما أتناول أيضً ا ما<br />
قد يحتمل أن يكون أكثر أنواع الإغراءات للا َّ وعي في كل الوسائط الإعلامية، وهو دفع مبالغ<br />
مالية مقابل عرض املنتجات في برنامج تليفزيوني.<br />
كل ما سبق يدعونا لنتساءل عم َّا إذا كان السماح للإعلانات بأن تؤث ِّر فينا أمرًا<br />
صحيحًا أم لا. هذا السؤال يُجاب عنه في الفصل السادس عشر. ويتضح لنا أن السؤال<br />
يجب أن يكون على النحو التالي: «هل هناك ما يمكننا فعله بشأن مدى تأثري الإعلانات<br />
علينا؟» والإجابة هي «القليل جدٍّا». يمكننا أن نمنع الإعلانات املتعل ِّقة باملنتجات التي<br />
تضرنا ونقوم بذلك فعليٍّا — برغم أن ذلك لم يحدث بالسرعة املطلوبة وفي العدد الكافي<br />
من البلدان — لكن املشكلة الكبرى هي أنه إذا منعنا الإعلانات من إحدى وسائل الإعلام<br />
فسنجدها تَظهَر في وسائل أخرى، وإذا منعناها تمامًا فستَظهَر في أماكن لا يمكن مراقبتها<br />
والتحكم فيها على الإطلاق؛ لذلك فمن أجل مصلحة املجتمع ربما يكون من الأفضل أن<br />
نتركها مُعلَنة بوضوح للعامة وفي ذات الوقت نضع أعيننا عليها ونراقبها، كما هي الحال<br />
مع املشروبات الكحولية.<br />
في الفصل السابع عشر، أشرح كيف يمكنكم كشف الأمر عندما يتم إغواؤكم<br />
لا شعوريٍّا بالإعلانات. في أربع دراسات حالة أُظهِ ر كيف أصبحتِ العلامات التجارية<br />
على جانبَيِ الأطلسي علاماتٍ تجاريةً فائقةً بسبب الإعلانات التي تحمل رسائل خفية،<br />
وأبادر لأقول إنه لا يوجد شيء سي ِّئ بشأنها على وجه الخصوص، بل إنها مجرد مهارة<br />
فائقة.<br />
24