إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
تعل ُّق بشيء ما، فقد يكون هذا التعلق عقلانيٍّا ومستمدٍّا من أداء املنتج وليس مستمدٍّا<br />
مما نشعر به حيال ذلك املنتج. وقد يؤثر التواصل غري املباشر الذي يحدث في سياق<br />
التواصل الإنساني على علاقاتنا الشخصية بعضنا مع بعض، ولكن ما الدليل على أنه<br />
يمكن للتواصل غري املباشر في الإعلانات التأثري على علاقاتنا مع العلامات التجارية؟<br />
الجواب املختصر هو أنه لم يكن هناك الكثري من الأدلة حتى قررتُ أنا واثنان من زملائي<br />
اختبار ذلك بأنفسنا. وإليكم ما توصلنا إليه.<br />
اختبار نظرية فاتسلافيك<br />
من أجل اختبار ما إذا كانت نظرية فاتسلافيك تنطبق على الإعلانات أم لا، كن َّا بحاجة<br />
إلى القيام بأمرين: الأمر الأول أنه كان علينا أن نجد طريقة ما مِ ن أجْل القياس الكم ِّي<br />
لقوة العلاقة — أو التعلق إذا كنتَ تفضل أن تُطلِق عليه ذلك — التي تنشأ بني الناس<br />
والعلامات التجارية. والأمر الثاني أنه كان علينا أن نجد طريقة ما لقياس التواصل<br />
املباشر وغري املباشر.<br />
من السهل نسبيٍّا قياس العلاقات مع العلامات التجارية، ويُعتَبرَ املقياس البسيط<br />
للتعلق هو مقدار الاستحسان الذي يعبر ِّ عنه شخص ما حيال العلامة التجارية. ولا<br />
يعتبر هذا الاستحسان مقياسً ا يمكن تطبيقه على املستخدمني وغري املستخدمني على<br />
حد سواء فحسب، بل يمكن أيضً ا قياسه بسهولة باستخدام مقياس دلالي موسع. وقد<br />
استخدمنا مقياسً ا بسيطًا يتكون من ١٠ نقاط تبدأ من «مستحسَ ن للغاية» وتنتهي<br />
ب «غري مستحسَ ن تمامًا».<br />
كان القياس الكمي للتواصل املباشر وغري املباشر في الإعلان أكثر تعقيدًا نوعًا<br />
ما، ووصف فاتسلافيك ورفاقه التواصل املباشر بأنه عقلاني في الأساس، كما وصفوا<br />
التواصل غري املباشر بأنه في الأساس عاطفي في طبيعته؛ لذلك فإن مستوى التواصل<br />
في إعلان ما سوف يعكس حجم «الرسالة» <strong>العقل</strong>انية التي يُرى أنها وردت فيه. وعلى<br />
النقيض، سوف يعادل مستوى التواصل غري املباشر الكم املُدرَك من املحتوى العاطفي<br />
أو الإبداع املوجود في الإعلان. واملشكلة الوحيدة هي أنك لا تستطيع في الواقع أن تسأل<br />
شخصً ا ما مباشرة عن حجم الرسالة أو كم ِّ الإبداع الذي يعتقد أنه يوجد في إعلان معني<br />
حيث إنه قد ينظر إليك حينها كما لو كنتَ مجنونًا.<br />
192