إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
ملاذا لا ننتبه إلى الإعلانات؟<br />
وَلْنضربْ مثلاً لتوضيح الأمر: افترض أنك تشتري جهاز كمبيوتر محمولاً ، وفي<br />
غياب أي معلومات عن العلامة التجارية، لديك ٢٦ من السمات لتفحصها (خصائص<br />
املنتج) وهي: السعر، وحجم الشاشة، وجودة لون الشاشة، ونسبة الارتفاع (نسبة عرض<br />
الصورة إلى ارتفاعها على الشاشة)، وكثافة الشاشة، وذاكرة القُرْص الثابت، وذاكرة<br />
املُعالِج، وطراز املُعالِج، وعُمْر البطارية، والفترة التي تستغرقها البطارية في إعادة<br />
الشحن، والوزن، والس ُّ مْك، وعدد منافذ اليو إس بي، ومحر ِّك القُرْص املضغوط املُثب َّت أو<br />
الخارجي، والواي فاي املُثب َّت أو الخارجي، والاتصال الس ِّ لْكي، والضوضاء التي تُحدِثها<br />
املروحة، ونظام الصوت، وامليكروفون املثب َّت، ونوع املاوس املثب َّت، والسعر، واللون، ومدة<br />
الضمان، واملوثوقية، واملميزات الأخرى التشغيلية. عند استعراضك لكل ذلك، ستحسم<br />
الأمر سريعًا وتقر ِّر أن َّ تسع خصائص للمنتج (السعر، وحجم الشاشة، وجودة لون<br />
الشاشة، وذاكرة القرص الصلب، وذاكرة املعالِج، وطراز املعالِج، والوزن، وامليكروفون<br />
املثب َّت، وعدد منافذ اليو إس بي) كافية وتُتِيح لك اتخاذ قرار بشأن الكمبيوتر املحمول<br />
الذي تريده، ولن تشغل بالك في التفكري في الخصائص السبع عشرة الأخرى.<br />
ولكن على أرض الواقع، فإن َّ من املرج َّح أن تذهب إلى املتجر املحلي الذي تعتاد عليه<br />
والخاص بأجهزة الكمبيوتر، والذي يَبِيع منتجات سوني وسامسونج وتوشيبا وهوليت<br />
باكارد وباكارد بيل وبضع علامات تجارية أخرى، وتَجِ د أن لاب توب توشيبا لديه ذاكرة<br />
كافية وخفيف مثل سوني، ولكنه بنصف الثمن لوجود عرض. تشتريه على الرغم من<br />
أنك لم تعتمد إلا َّ على تِسْ عٍ من خصائص املنتج في اتخاذ قرارك، فما السبب؟ يرجع<br />
السبب في ذلك إلى أن توشيبا من العلامات التجارية التي تَحظَى بسُ مْعة جيدة وموثوقية<br />
وتحديث تقني معقول وإقبال، ثم إنك تد َّخر بعض املال، وهذا ليس سي ِّئًا أبدًا. هذه<br />
طريقة تفكرينا عندما يتعلق الأمر باختيار العلامات التجارية.<br />
والسؤال الذي لم تَطْرَحه على نفسك في أي وقت خلال هذه العملية: هل هناك أ ُّي<br />
شيء ربما تكون قد رأيتَه في أحد الإعلانات عن املنتج وساعدك في اتخاذ القرار؟ توجد<br />
أسباب عديدة لعدم طرحك هذا السؤال في الأغلب على نفسك؛ أولاً : إن َّك — كما هو الحال<br />
معنا جميعًا — لا تنتبه إلى الإعلانات لأنك تفترض أنها لن تُخبرِ ك باملزيد. ثانيًا: لأنك لم<br />
تنتبه إلى أي إعلان من الإعلانات، فأنت من ثَم َّ لن تتمكن من تذك ُّر أي إعلان لتوشيبا.<br />
ثالثًا: لم تكن في حاجة إلى أي معلومات إضافية من أجْل أن تختار خيارًا معينًا، وهذا<br />
يُبر ِّر تمامًا عدم إرهاق نفسك بالانتباه إلى الإعلان.<br />
65