إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
يستجيب بسيلان لعابه، أما بالنسبة للجرس فإنه من املثريات الشرطية لأنه ارتبط<br />
ارتباطًا وثيقًا بمسحوق اللحم وسيلان اللعاب.<br />
يُعتقد أن الآلية التي يستند إليها الإشراط الكلاسيكي — أو التعلم الترابطي كما<br />
يُطلق عليه أحيانًا — تتضمن خلايا عصبية مرآتية (ريتسولاتي وكريجريو، ٢٠٠٤).<br />
عندما «يفعل» الحيوان شيئًا ما، تنطلق خلايا عصبية متنوعة في دماغه لتمكينه من أداء<br />
هذا الشيء. وقد اتضح في الرئيسيات أنه إن راقب أحد الرئيسيات كائنًا آخر من الرتبة<br />
نفسها وهو يفعل شيئًا ما، فإن الخلايا العصبية نفسها تنطلق في دماغ الكائن «املراقِ ب»<br />
كما يحدث في دماغ الكائن «املؤدي» للفعل. بمعنًى آخَ ر، «تعكس» الخلايا العصبية لدى<br />
الكائن املراقِ ب الخلايا العصبية لدى الكائن املؤدي للفعل.<br />
ويُعتقَ د بأن العملية نفسها تحدث مع البشر؛ فعلى سبيل املثال، عندما نرى شخصً ا<br />
يبكي، تقوم الخلايا العصبية املرآتية لدينا بمحاكاة هذا الفعل ونشعر نحن أنفسنا<br />
بالحزن، وعندما نشاهد الأب ونيكول يقومان بتصرفات مثرية في إعلان سيارة رينو كليو،<br />
فإن الخلايا العصبية املرآتية تنطلق في أدمغتنا لتسمح لنا بتخي ُّل «التجربة» التي يمُر َّان<br />
بها.<br />
للتكرار أهمية كبرية في حدوث عملية الإشراط، لأنه وفقًا ملا يقوله سولومون «تزيد<br />
حالات التعرض املتكررة من قوة ارتباطات املثريات والاستجابات وتمنع اضمحلال تلك<br />
الارتباطات في الذاكرة» (سولومون، ٢٠٠٦). ولأن الخلايا العصبية املرآتية تنطلق غريزيٍّا<br />
وعلى مستوى اللاوعي، غالبًا ما نكون غري مدركني لعملية الإشراط. يتوقع داماسيو أن<br />
عملية الإشراط يمكن أن تحدث بني املشاعر والأشياء، وقد لا يكون لدى املرء أي فكرة<br />
عن السبب:<br />
بينما تتطور الكائنات وتتفاعل، تكتسب خبرات واقعية وعاطفية من خلال<br />
تعاملها مع الأشياء واملواقف املختلفة وتكون لديها فرصةٌ لربط العديد من<br />
الأشياء واملواقف املحايدة عاطفيٍّا مع الأشياء واملواقف التي يُعرَف عنها أنها<br />
تُثِري العواطف. ثمة شكل من أشكال التعل ُّم يُعرف ب «الإشراط» وهو أحد<br />
الطرق التي يتم بها تحقيق هذا الارتباط؛ ومن ثَم َّ فإن وجه شخص رائع لا<br />
تعرفه يشبه وجه شخص ما يرتبط بحدث مخيف قد يسبب لك شعورًا بعدم<br />
الارتياح أو التوتر، وقد لا تدري ما السبب أبدًا. (داماسيو، ٢٠٠٠)<br />
140