25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

تَخلَع عنها الجزء السفلي من الفستان،‏ وتركل الحذاء عن قدمها،‏ وتفك ُّ عقدة شعرها،‏ ثم<br />

تخلع الجزء املتبق ِّي من الفستان،‏ وتستكمل هبوط الدرج وهي لا ترتدي سوى ملابسها<br />

الداخلية.‏ ثم ينتقل بنا املشهد إلى باب املنزل وهي تخرج منه وتتجه صوب السيارة،‏ بينما<br />

يعلق صوت رجل:‏ ‏«سيارة سيتروين زارا كوبيه الجديدة،‏ الشيء الوحيد الذي لا يمكنك<br />

أن تتخلى َّ عنه.»‏ وبينما يقول املعلق هذا نشاهد شيفر وهي تمسح بيدها على السيارة،‏ ثم<br />

تفك ُّ حم َّالة صدرها،‏ ثم نشاهدها تمد ُّ يدَها وهي داخل السيارة لتُلقِ‏ ي سروالها الداخلي<br />

على الأرض عبر النافذة.‏ ثم تنتقل الكامريا إلى زاوية أخرى حيث نراها جالسة في السيارة،‏<br />

ونحن نفهم أنها قد صارتْ‏ عارية تمامًا،‏ وتتحدث إلى الكامريا بلكنة أملانية:‏ ‏«ملاذا أرتدي<br />

أي شيء آخر؟»‏<br />

لك أن تتخي َّل الاهتمام الكبري الذي حازه هذا الإعلان،‏ وليس من املستغرب أنه حقق<br />

نِسَ‏ ب تذك ُّر عالية جدٍّا بني املشاهدين.‏ وأقصد بالتذك ُّر هنا أنك لو سألتَ‏ مجموعة من<br />

الناس في ذلك الوقت إذا ما كانوا شاهدوا إعلان سيتروين زارا،‏ فإن نسبة كبرية منهم<br />

ستُجيبك ب ‏«نَعَم».‏ ولكن الأهم هنا،‏ ما هو الذي يتذك َّرونه على وجْه التحديد؟ لقد أُتيحت<br />

لي فرصةُ‏ تبني ُّ ِ هذه املسألة وقت أن قد َّمتُ‏ ورقة بحثية إلى أحد املؤتمرات بُعَيْد إذاعة هذا<br />

الإعلان تليفزيونيٍّا في بريطانيا.‏<br />

كان املؤتمر يتمحور حول الأبحاث التسويقية؛ ومِن ثَم َّ كان حضوره — قرابة<br />

٦٠٠ شخص — مهتم ِّني بالإعلان إلى حد ٍّ كبري.‏ طلبتُ‏ من الحضور خلال عرض ورقتي<br />

البحثية رفع أيديهم إنْ‏ كانوا قد شاهدوا أي َّ إعلانات تخص سيتروين زارا مؤخ َّ رًا.‏ وجدتُ‏<br />

أن ٥٥٠ شخصً‏ ا رفعوا أيديهم،‏ فسألتُهم إذا ما كانوا يتذكرون الإعلان الذي ظهرتْ‏ فيه<br />

كلوديا شيفر وهي تَهبِط الدرج وتخلع ملابسها،‏ فوجدتُ‏ أن نحو ٥٥٠ شخصً‏ ا رفعوا<br />

أيديهم من جديد،‏ عندئذٍ‏ سألتُهم إذا ما كانوا يعرفون سبب قيامها بخلع ملابسها،‏ وهنا<br />

رُفعتْ‏ ست ُّ أيادٍ‏ فقط.‏<br />

ما حدث هنا أمر واضح وبديهي،‏ فمثلما تم َّ في حملة السيارة رينو كليو الإعلانية،‏<br />

رُبطت قصة الإعلان بالجنس،‏ وهو ما جعله مُثِريًا للاهتمام بشدة،‏ وهذه الحالة كانت<br />

أوضح مع الرجال الذين فحصوا الإعلان جيدًا للتأك ُّد مم َّا إذا كانت كلوديا شيفر قد<br />

كشفتْ‏ بالفعل عن أجزاء جسدها.‏ وعندما سُ‏ ئل الرجال،‏ أقر ُّوا صراحةً‏ بأنهم،‏ في املقطع<br />

قبل الأخري من الإعلان،‏ عندما تجلس شيفر في السيارة عارية،‏ تمك َّنوا من رؤية نهدَيْها<br />

العاريَنيْ‏ ، وبالرغم من أنهما قد أُخفِ‏ يا بعناية خلف باب السيارة وبواسطة ذراعها،‏ أقسم<br />

120

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!