إغواء العقل الباطن

Recommendations

Info

القوة الكامنة في وسائل الإعلام الجديدة ملاذا أَصِ‏ ف هذا الفعل باملَكْر؟ حسنًا،‏ لقد رأينا في وقت سابق وتحديدًا عند التعرض لنظرية الاقتصاد السلوكي لكانيمان وتفريسكي،‏ أن أحد التأثريات الأكثر فعالية على سلوكنا يحدث عندما نرى أشخاصً‏ ا آخرين نعرفهم يستخدمون شيئًا ما.‏ إذا كان أحد أصدقائنا يستخدم علامة تجارية معينة،‏ فذلك بشكل واضح هو أحد أفضل الأسباب التي قد تجعلنا نفكر في استخدامها نحن أيضً‏ ا.‏ إذن،‏ الآن،‏ وبالنظر إلى علاقتنا بالشخصيات التي تَظهَر في مسلسلات التليفزيون التي نحرص على مشاهدتها كل أسبوع،‏ دون أن نفو ِّت منها حلقة واحدة،‏ أليستْ‏ أقرب إلينا من الأصدقاء؟ بالتأكيد هي كذلك.‏ أيضً‏ ا إذا كانوا يستخدمون في العرض التليفزيوني ‏(ومِن ثَم َّ يُظهِ‏ رون التأييد)‏ علامة تجارية معينة من الشامبو،‏ أو القهوة،‏ أو البيتزا،‏ ألَنْ‏ نَشعُر بأن هذه العلامات التجارية جيدة وموثوقة وتستحق أخذها بعني الاعتبار؟ بالطبع سنفعل.‏ بالطبع لن يحدث ذلك على الفور.‏ لفترة من الوقت فإن هذه الفكرة املبتكرة بإظهار املنتجات في البرامج والأفلام ستعني أننا سنكون منتبِهني لها،‏ وأننا سنرصد ونعل ِّق على العلامات التجارية التي نراها منتشرِ‏ ة في كل برنامج.‏ الخطر سيأتي بعد بضعة أسابيع أو أشهُر أو سنوات،‏ عندما نتوق َّف عن ملاحظة هذه املنتجات،‏ لأننا عندما نتوق َّف عن ملاحظتها،‏ نتوق َّف أيضً‏ ا عن القدْرة على التفكري في وجودها،‏ والنظر فيه،‏ وابتكار حجة مضادة له.‏ يحدث هذا فور أن تبدأ تلك العلامات التجارية بالتواصل بشكل مباشر وبدون موانع مع عقلنا الباطن.‏ لتوضيح مدى فعالية هذا النوع من التسويق،‏ لننظر إلى استراتيجية تسويق العلامة التجارية الأكثر نجاحًا في العالم ‏(كوكاكولا).‏ دراسة حالة:‏ كوكاكولا هل سبق وسألتَ‏ نفسك:‏ ملاذا كوكاكولا هي أكبر وأكثر املشروبات الغازية نجاحًا في العالم؟ ربما لم تفعل،‏ ما لم تكن سيئ الحظ بما يكفي لتعمل في إحدى الشركات املنافِ‏ سة لها.‏ حسنًا،‏ اسأل نفسك الآن.‏ أتوق َّع أنك ستكون قادرًا على الوصول إلى العديد من التفسريات لنجاحها غري العادي،‏ ولكن أولها سيكون بلا شك التركيبة الفريدة واملذاق الرائع.‏ كوكاكولا مذاقها رائع!‏ الجميع يعرفون ذلك،‏ بالضبط مثلما يعلم الجميع أن التركيبة السرية يُفترَض أن 241
إغواء العقل الباطن تكون مخبوءة في مكان ما لا يُمكن لأحد الوصول إليه.‏ املذاق الفريد لكوكاكولا هو إحدى املُتَع الأكثر روعة التي نسترجعها من ذكريات طفولتنا،‏ وهي كثريًا ما تمث ِّل إحدى أجمل املكافآت التي يُمكِننا أن نَمنَحها لأنفسنا حتى اليوم.‏ لكن ينبغي هنا أن نذكر شيئًا:‏ إذا وضعتَ‏ العلامتَنيْ‏ التجاريتني الشهريتني كوكاكولا وبيبسي جنبًا إلى جنب في كوبني زجاجيني متماثلني،‏ وطلبتَ‏ من أشخاص تذو ُّقهما،‏ ماذا تعتقد أنهم سيختارون؟ الإجابة،‏ كما قد يُجيب أي شخص شاهَ‏ دَ‏ إعلانات تحدي بيبسي في الثمانينيات سيعرف،‏ هي بيبسي.‏ مذاق بيبسي كولا هو املفض َّ ل من قِ‏ بَل معظم الناس في اختبارات التذوق،‏ وهذه حقيقة.‏ كان هذا هو ما أثار واحدة من أعظم كوارث التسويق في كل العصور:‏ كوكاكولا الجديدة.‏ قرر مدير تسويق كوكاكولا سريج زيمان أنه بما أن مذاق بيبسي كان املفض َّ ل من قِ‏ بَل معظم الناس،‏ فإنه سيُعِ‏ يد إطلاق كوكاكولا بطَعْم مشابِه لبيبسي،‏ ويُسم ِّيه كوكاكولا الجديدة.‏ إلا أن مذاقَها لم يُعجِ‏ ب أحدًا مم َّن يَشرَبون كوكاكولا.‏ لقد نَادَوْا بإعادة كوكاكولا الأصلية،‏ وفي النهاية هذا ما حدث.‏ نَعَمْ،‏ الناس أرادوا فعلاً‏ استعادة املنتج الذي كان يُعجِ‏ بهم بصورة أقل َّ!‏ الآن بالنسبة لأي شخص مثلي قد درس التسويق ملدة ٤٠ عامًا،‏ لا يُعَد ُّ هذا السلوك مستغرَبًا كثريًا.‏ في خروج وجيز عن املوضوع دعوني أُخبرِ‏ كم عن دراسة بحثية أُجرِيت من قِ‏ بَل كاثرين براون عام ١٩٩٩. أَعَد َّت براون عينات من عصري البرتقال بدرجات جودة مختلفة،‏ حيث كانت تأخذ العصري ذا الجودة العالية وتُضِ‏ يف له مواد َّ تُغَري ِّ الطعم.‏ ثم أعطت مجموعة العصائر إلى أشخاص ليتذو َّقوها،‏ مُد َّعِ‏ يةً‏ أنها تجربة ملُنتَج يحمل علامة تجارية جديدة.‏ بعد مهمة إلْهاء أُعطيت لهم،‏ شاهد نصف املشاركني دعاية لتلك العلامة التجارية.‏ وُجِ‏ د أن الإعلان أربك قدرة املشاركني على الحكم الدقيق على جودة العصري،‏ مم َّا أد َّى إلى منْح املنتَج الذي هو دون املستوى تقييمًا عاليًا.‏ لقد خلصتْ‏ إلى أن ‏«الإعلان الذي تم َّ عرضُ‏ ه بعد تجربة مباشرة للمنتج قد غري َّ قدرة املستهلِكني على استحضار كل ٍّ من الحِ‏ س ِّ املوضوعي والعناصر العاطفية لتلك التجربة»‏ ‏(براون،‏ ١٩٩٩). إذا كنتَ‏ تعتقد أن هذا حَدَثَ‏ مصادفة وليس أمرًا معتادًا،‏ فانظر قصة ستيلا آرتوا،‏ العلامة التجارية للجعة الأكثر نجاحًا في اململكة املتحدة.‏ في عام ١٩٩٠، خطط أصحاب العلامة التجارية،‏ إنتربرو،‏ لإطلاق حملة تليفزيونية كبرية بدلاً‏ من الإعلانات املطبوعة 242
Page 2:
إغواء العقل الباطن
Page 5 and 6:
Seducing the Subconscious Robert He
Page 7 and 8:
Page 10 and 11:
تمهيد يمكن وَصْ‏ ف
Page 12 and 13:
تمهيد بدايات القرن
Page 14 and 15:
مقدمة أظن أني لن أر
Page 16 and 17:
مقدمة هذا الكتاب؛ ف
Page 18 and 19:
مقدمة الدعايات است
Page 20 and 21:
مقدمة لهذا السبب تن
Page 22 and 23:
مقدمة أصبح من الضرو
Page 24 and 25:
مقدمة ولكن النقطة ا
Page 26:
مقدمة وفي النهاية،
Page 30 and 31:
الفصل الأول نموذج
Page 32 and 33:
نموذج الإقناع هذه
Page 34 and 35:
نموذج الإقناع ما ت
Page 36 and 37:
نموذج الإقناع عود
Page 38 and 39:
نموذج الإقناع فإ
Page 40:
نموذج الإقناع أرج
Page 43 and 44:
Page 45 and 46:
Page 47 and 48:
Page 49 and 50:
Page 51 and 52:
Page 53 and 54:
Page 55 and 56:
Page 57 and 58:
Page 59 and 60:
Page 61 and 62:
Page 63 and 64:
Page 65 and 66:
Page 67 and 68:
Page 69 and 70:
Page 71 and 72:
تغيري السلوك مواقف
Page 74:
الجزء الثاني سيكول
Page 77 and 78:
Page 79 and 80:
Page 81 and 82:
Page 83 and 84:
Page 85 and 86:
Page 88 and 89:
الفصل الخامس دور ال
Page 90 and 91:
دور الذاكرة هناك حق
Page 92 and 93:
دور الذاكرة وبالطب
Page 94 and 95:
دور الذاكرة التي لد
Page 96 and 97:
دور الذاكرة الوعي و
Page 98 and 99:
دور الذاكرة نشاط ته
Page 100:
دور الذاكرة قد يبدو
Page 103 and 104:
Page 105 and 106:
Page 107 and 108:
Page 109 and 110:
Page 111 and 112:
Page 114 and 115:
الفصل السابع إشكال
Page 116 and 117:
إشكاليات جذب الانت
Page 118 and 119:
Page 120 and 121:
Page 122 and 123:
Page 124 and 125:
Page 126 and 127:
? تغيري السلوك حجة م
Page 128:
Page 132 and 133:
الفصل الثامن المعا
Page 134 and 135:
املعالجة العاطفية
Page 136 and 137:
Page 138 and 139:
Page 140 and 141:
Page 142 and 143:
Page 144 and 145:
الفصل التاسع اللاو
Page 146 and 147:
اللاوعي التكي ُّفي
Page 148 and 149:
Page 150 and 151:
Page 152 and 153:
Page 154 and 155:
Page 156:
Page 159 and 160:
Page 161 and 162:
Page 163 and 164:
Page 165 and 166:
Page 167 and 168:
Page 169 and 170:
Page 172:
الجزء الرابع القرا
Page 175 and 176:
Page 177 and 178:
Page 179 and 180:
Page 181 and 182:
Page 183 and 184:
Page 185 and 186:
Page 187 and 188:
Page 189 and 190:
Page 191 and 192: إغواء العقل الباطن
Page 202 and 203: الفصل الثالث عشر نم
Page 204 and 205: نموذج خداع اللاوعي
Page 218 and 219: عقلاني تغيري السلو
Page 220: نموذج خداع اللاوعي
Page 224 and 225: الفصل الرابع عشر خا
Page 226 and 227: خارج دائرة الضوء ه
Page 228 and 229: خارج دائرة الضوء ا
Page 230 and 231: خارج دائرة الضوء ت
Page 232 and 233: خارج دائرة الضوء ا
Page 234 and 235: خارج دائرة الضوء و
Page 236 and 237: الفصل الخامس عشر ال
Page 238 and 239: القوة الكامنة في وس
Page 246 and 247: الفصل السادس عشر قا
Page 248 and 249: قانوني،‏ ومحترم،‏
Page 256 and 257: الفصل السابع عشر كي
Page 258 and 259: كيف ترصد حالات إغوا
Page 264 and 265: دراسة حالة:‏ ستيلا
Page 270: كيف ترصد حالات إغوا
Page 284 and 285: المراجع Allen, R. & Reber, A
Page 286 and 287: املراجع Brown, G. (1985) Tra
Page 288 and 289: املراجع Franzen, G. (1999) B
Page 290 and 291: املراجع James, W. (1890) Pri
Page 292 and 293:
املراجع Maunder, S. & Cook,
Page 294 and 295:
املراجع Rose, S. (1992) The
Page 296 and 297:
املراجع Zajonc, R.B. (1980)
show all

إغواء العقل الباطن

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

Delete template?

Save as template?