إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
وعلى النقيض، تشاهد التليفزيون في منزلك بالأساس رغبةً في الاسترخاء والاستمتاع<br />
(باوايز وإرينبرج، ١٩٩٨). لا يَفرِض عليك أحد أن تنتبه، وبالتأكيد لا يفرض عليك أحد<br />
أن تُعِ ري انتباهك للإعلان. وهو ما يطرح في هذا الصدد سؤالاً مهمٍّا: هل يُعِ ري مشاهدو<br />
التليفزيون قدرًا من الانتباه يكفي لأن تتم إثارتهم حتى من خلال الإعلانات التي تركز<br />
أي َّما تركيز على الجانب العاطفي؟ تشري دراسات حديثة إلى أنه «ليس هناك دليل على<br />
ضرورة ظهور تأثريات منتظمة ملعالجة أهداف الانتباه للإعلانات في ظل ظروفٍ عادية»<br />
(بيترز وويدل، ٢٠٠٧).<br />
وعندما تفتقر املعالجة لأي تحفيزٍ أو هدف، تصبح حرة (أي لا تدفعها أي مثريات).<br />
وقد اتضح أن هذا الأمر يرتبط بمستويات انتباه «منخفضة» على نحو يفوق املشاهدة<br />
املوجهة بالهدف؛ ومن ثَم َّ إن لم تكن تعمل في صناعة الإعلان، فإن الطريقة التي تتعامل<br />
بها مع الإعلانات وخصوصً ا املعروضة على التليفزيون ستكون على الأرجح مفتقرة لأي<br />
تحفيز، وستكون معالجة «حرة» مدفوعة باملثري. ولكن لم يتم إجراء أي تجارب نفسية<br />
تبحث الطريقة التي يستجيب بها الناس للإعلانات التليفزيونية الواقعية التي تُعرض<br />
عليهم في برامج تليفزيونية واقعية في ظروف مشاهدة واقعية؛ ومن ثَم َّ فإن النظرية<br />
القائلة بأن املحتوى العاطفي للإعلانات يزيد نسبة الانتباه لم يتم اختبارها عمليٍّا على<br />
الإطلاق.<br />
لذا، قررتُ في عام ٢٠٠٣ أن أقوم بالتجربة بنفسي كجزء من رسالة الدكتوراه.<br />
قياس تأثري املحتوى العاطفي على الانتباه<br />
كانت الخطوة الأولى تتمث َّل في معرفة الكيفية التي يتم بها قياس الانتباه بدقة وعلى نحو<br />
فوري، وكان الحل متمثلاً في طريقة كروبر ريل باستخدام قياس تثبيت العني. الكامريات<br />
الحديثة لتتب ُّع حركة العني صغرية الحجم وخفيفة الوزن بحيث يمكن إخفاؤها، وهي<br />
تسمح بتصوير وقياس عدد مرات تثبيت العني مع كل ثانية بدرجة كبرية من الدقة.<br />
السؤال الثاني الذي أود ُّ طرحَه يتعلق بحقيقة وجود أي خلفية نظرية تشري إلى<br />
طبيعة العلاقة بني الانتباه والعاطفة في الإعلانات التليفزيونية. وكما أوضحتُ سابقًا،<br />
أفاد داماسيو أن العواطف تتم معالجتها قبل املعرفة لا شعوريٍّا وهي مستقلة عن<br />
الذاكرة العاملة. وهناك آخَ رون يدعمون تلك النتائج إلى حد ٍّ كبري؛ فعلى سبيل املثال،<br />
هناك بحثٌ علمي أشرف عليه ١٢ من علماء النفس البارزين برئاسة جافان فيتزيمونز<br />
162