إغواء العقل الباطن

Recommendations

Info

العاطفة والانتباه في حني كانت الدراسة تحدد ما إذا كان الناس ‏«يعتقدون»‏ أن الإعلانات يمكن أن تجذب انتباههم ‏(كرامفورن،‏ ٢٠٠٦). ومن أبرز العيوب أيضً‏ ا ذلك الافتراض بأن العلاقة بني الانتباه ونمط واحد من العاطفة تنطبق على كافة أنماط العاطفة،‏ فقد أوضحتْ‏ تجارب علم النفس أن الأحداث العاطفية الصادمة تَحظَى بنسبة تذك ُّر مرتفعة،‏ وتزيد الوجوه املخيفة مستوى الإدراك الحسي،‏ وتستحوذ الوجوه الغاضبة على انتباهٍ‏ أعلى من الوجوه السعيدة ‏(كرييستيانسن،‏ ١٩٩٢، هانسني وهانسني،‏ ١٩٩٤، فيلبس وآخرون،‏ ٢٠٠٥). ولكن َّ مِ‏ ثْل تلك العواطف السلبية قلما تجده في إعلانات أخرى بخلاف إعلانات الخدمات العامة؛ فإعلانات العلامات التجارية تستخدم املحتوى العاطفي الإيجابي فقط.‏ هناك عيب مماثل في الافتراض مفاده أن العلاقة بني العاطفة والانتباه تظل كما هي بغض النظر عن مقدار املحتوى العاطفي.‏ عزز كروبر ريل الذي استخدم في تجربته نظام تتب ُّعٍ‏ للعني على قدْرٍ‏ عالٍ‏ من املوثوقية لقياس الانتباه مثرياته باستخدام صور شهوانية شبه عارية،‏ وهي شيء يؤدي إلى الإثارة على نحو شبه مؤكد.‏ ولكن الإعلانات في الولايات املتحدة الأمريكية واململكة املتحدة ممنوعة من استخدام صور عارية وتتجن َّب استخدام محتوًى عاطفي ٍّ مُفرِط أيضً‏ ا.‏ تميل الإعلانات املعاصرة إلى استخدام عناصر معينة مثل بعض الشخصيات التي تعبر عن مسحة عاطفية خفيفة ‏(حنو،‏ إثارة،‏ انفعال،‏ ملل،‏ فضول،‏ ترفيه … إلخ)‏ ومواقف هزلية ومؤثرة ومثرية للمشاعر،‏ ولقطات بصرية مصم َّمة بأسلوب جميل واحترافي،‏ وموسيقى ترفع الروح املعنوية أو تُسعِ‏ د مَن يسمعها.‏ بالتأكيد كل هذه وسائل لا تحف ِّز الجمهور على التجاوب مع الإعلان بقدْر ما تحف ِّزه الصور الشهوانية.‏ رابعًا:‏ الافتراض بأن استجابة العاطفة-الانتباه ستظل على حالها بغض النظر عن السياق أو املوقف.‏ ولقد أظهرتْ‏ بعض التجارب أن وجود أهداف املعالجة ‏«من العام إلى الخاص»‏ تساهم في زيادة درجة الانتباه،‏ ولكن بعض تجارب العاطفة-الانتباه تعتمد على ردود أفعال الناس على الأحداث املعروضة في نشرات الأخبار والأفلام الوثائقية،‏ وهي مواد إعلامية تَحظَى بدرجة انتباه أعلى بكثري مما تَحظَى به الإعلانات.‏ في الواقع جميع الأبحاث النفسية التجريبية تقريبًا تحدث في أجواءٍ‏ معملية معروف عنها أنها تثري درجة عالية من الانتباه واملعالجة من ‏«العام إلى الخاص».‏ ومن املتعارف عليه أيضً‏ ا أن الناس يُعِ‏ ريون قدرًا أكبر من الانتباه في حالة تحفيزهم للمشاركة في التجربة.‏ 161
إغواء العقل الباطن وعلى النقيض،‏ تشاهد التليفزيون في منزلك بالأساس رغبةً‏ في الاسترخاء والاستمتاع ‏(باوايز وإرينبرج،‏ ١٩٩٨). لا يَفرِض عليك أحد أن تنتبه،‏ وبالتأكيد لا يفرض عليك أحد أن تُعِ‏ ري انتباهك للإعلان.‏ وهو ما يطرح في هذا الصدد سؤالاً‏ مهمٍّا:‏ هل يُعِ‏ ري مشاهدو التليفزيون قدرًا من الانتباه يكفي لأن تتم إثارتهم حتى من خلال الإعلانات التي تركز أي َّما تركيز على الجانب العاطفي؟ تشري دراسات حديثة إلى أنه ‏«ليس هناك دليل على ضرورة ظهور تأثريات منتظمة ملعالجة أهداف الانتباه للإعلانات في ظل ظروفٍ‏ عادية»‏ ‏(بيترز وويدل،‏ ٢٠٠٧). وعندما تفتقر املعالجة لأي تحفيزٍ‏ أو هدف،‏ تصبح حرة ‏(أي لا تدفعها أي مثريات).‏ وقد اتضح أن هذا الأمر يرتبط بمستويات انتباه ‏«منخفضة»‏ على نحو يفوق املشاهدة املوجهة بالهدف؛ ومن ثَم َّ إن لم تكن تعمل في صناعة الإعلان،‏ فإن الطريقة التي تتعامل بها مع الإعلانات وخصوصً‏ ا املعروضة على التليفزيون ستكون على الأرجح مفتقرة لأي تحفيز،‏ وستكون معالجة ‏«حرة»‏ مدفوعة باملثري.‏ ولكن لم يتم إجراء أي تجارب نفسية تبحث الطريقة التي يستجيب بها الناس للإعلانات التليفزيونية الواقعية التي تُعرض عليهم في برامج تليفزيونية واقعية في ظروف مشاهدة واقعية؛ ومن ثَم َّ فإن النظرية القائلة بأن املحتوى العاطفي للإعلانات يزيد نسبة الانتباه لم يتم اختبارها عمليٍّا على الإطلاق.‏ لذا،‏ قررتُ‏ في عام ٢٠٠٣ أن أقوم بالتجربة بنفسي كجزء من رسالة الدكتوراه.‏ قياس تأثري املحتوى العاطفي على الانتباه كانت الخطوة الأولى تتمث َّل في معرفة الكيفية التي يتم بها قياس الانتباه بدقة وعلى نحو فوري،‏ وكان الحل متمثلاً‏ في طريقة كروبر ريل باستخدام قياس تثبيت العني.‏ الكامريات الحديثة لتتب ُّع حركة العني صغرية الحجم وخفيفة الوزن بحيث يمكن إخفاؤها،‏ وهي تسمح بتصوير وقياس عدد مرات تثبيت العني مع كل ثانية بدرجة كبرية من الدقة.‏ السؤال الثاني الذي أود ُّ طرحَه يتعلق بحقيقة وجود أي خلفية نظرية تشري إلى طبيعة العلاقة بني الانتباه والعاطفة في الإعلانات التليفزيونية.‏ وكما أوضحتُ‏ سابقًا،‏ أفاد داماسيو أن العواطف تتم معالجتها قبل املعرفة لا شعوريٍّا وهي مستقلة عن الذاكرة العاملة.‏ وهناك آخَ‏ رون يدعمون تلك النتائج إلى حد ٍّ كبري؛ فعلى سبيل املثال،‏ هناك بحثٌ‏ علمي أشرف عليه ١٢ من علماء النفس البارزين برئاسة جافان فيتزيمونز 162
Page 2:
إغواء العقل الباطن
Page 5 and 6:
Seducing the Subconscious Robert He
Page 7 and 8:
Page 10 and 11:
تمهيد يمكن وَصْ‏ ف
Page 12 and 13:
تمهيد بدايات القرن
Page 14 and 15:
مقدمة أظن أني لن أر
Page 16 and 17:
مقدمة هذا الكتاب؛ ف
Page 18 and 19:
مقدمة الدعايات است
Page 20 and 21:
مقدمة لهذا السبب تن
Page 22 and 23:
مقدمة أصبح من الضرو
Page 24 and 25:
مقدمة ولكن النقطة ا
Page 26:
مقدمة وفي النهاية،
Page 30 and 31:
الفصل الأول نموذج
Page 32 and 33:
نموذج الإقناع هذه
Page 34 and 35:
نموذج الإقناع ما ت
Page 36 and 37:
نموذج الإقناع عود
Page 38 and 39:
نموذج الإقناع فإ
Page 40:
نموذج الإقناع أرج
Page 43 and 44:
Page 45 and 46:
Page 47 and 48:
Page 49 and 50:
Page 51 and 52:
Page 53 and 54:
Page 55 and 56:
Page 57 and 58:
Page 59 and 60:
Page 61 and 62:
Page 63 and 64:
Page 65 and 66:
Page 67 and 68:
Page 69 and 70:
Page 71 and 72:
تغيري السلوك مواقف
Page 74:
الجزء الثاني سيكول
Page 77 and 78:
Page 79 and 80:
Page 81 and 82:
Page 83 and 84:
Page 85 and 86:
Page 88 and 89:
الفصل الخامس دور ال
Page 90 and 91:
دور الذاكرة هناك حق
Page 92 and 93:
دور الذاكرة وبالطب
Page 94 and 95:
دور الذاكرة التي لد
Page 96 and 97:
دور الذاكرة الوعي و
Page 98 and 99:
دور الذاكرة نشاط ته
Page 100:
دور الذاكرة قد يبدو
Page 103 and 104:
Page 105 and 106:
Page 107 and 108:
Page 109 and 110:
Page 111 and 112: إغواء العقل الباطن
Page 114 and 115: الفصل السابع إشكال
Page 116 and 117: إشكاليات جذب الانت
Page 126 and 127: ? تغيري السلوك حجة م
Page 128: إشكاليات جذب الانت
Page 132 and 133: الفصل الثامن المعا
Page 134 and 135: املعالجة العاطفية
Page 144 and 145: الفصل التاسع اللاو
Page 146 and 147: اللاوعي التكي ُّفي
Page 156: اللاوعي التكي ُّفي
Page 161: إغواء العقل الباطن
Page 172: الجزء الرابع القرا
Page 202 and 203: الفصل الثالث عشر نم
Page 204 and 205: نموذج خداع اللاوعي
Page 212 and 213:
نموذج خداع اللاوعي
Page 214 and 215:
Page 216 and 217:
Page 218 and 219:
عقلاني تغيري السلو
Page 220:
Page 224 and 225:
الفصل الرابع عشر خا
Page 226 and 227:
خارج دائرة الضوء ه
Page 228 and 229:
خارج دائرة الضوء ا
Page 230 and 231:
خارج دائرة الضوء ت
Page 232 and 233:
خارج دائرة الضوء ا
Page 234 and 235:
خارج دائرة الضوء و
Page 236 and 237:
الفصل الخامس عشر ال
Page 238 and 239:
القوة الكامنة في وس
Page 240 and 241:
Page 242 and 243:
Page 244 and 245:
Page 246 and 247:
الفصل السادس عشر قا
Page 248 and 249:
قانوني،‏ ومحترم،‏
Page 250 and 251:
Page 252 and 253:
Page 254 and 255:
Page 256 and 257:
الفصل السابع عشر كي
Page 258 and 259:
كيف ترصد حالات إغوا
Page 260 and 261:
Page 262 and 263:
Page 264 and 265:
دراسة حالة:‏ ستيلا
Page 266 and 267:
Page 268 and 269:
Page 270:
Page 273 and 274:
Page 275 and 276:
Page 277 and 278:
Page 279 and 280:
Page 281 and 282:
Page 284 and 285:
المراجع Allen, R. & Reber, A
Page 286 and 287:
املراجع Brown, G. (1985) Tra
Page 288 and 289:
املراجع Franzen, G. (1999) B
Page 290 and 291:
املراجع James, W. (1890) Pri
Page 292 and 293:
املراجع Maunder, S. & Cook,
Page 294 and 295:
املراجع Rose, S. (1992) The
Page 296 and 297:
املراجع Zajonc, R.B. (1980)
show all

إغواء العقل الباطن

Create successful ePaper yourself

Delete template?

Save as template?