25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

تتضمن محتوًى عاطفيٍّا ‏(كروبر ريل،‏ ١٩٧٩). وكما أشرتُ‏ سابقًا،‏ فإن نتائجه تدعم<br />

الفكرة السائدة بني الشركات املعلنة والتي مفادها أن املستهلكني ليسوا بحاجة إلى<br />

مشاهدة الإعلانات وأن الجانب العاطفي من الإبداع هو ما يحفزهم لأن ينتبهوا ويتلق َّوا<br />

الرسالة.‏<br />

ولأن الفكرة القائلة بأن ‏«العاطفة تؤدي إلى الإثارة»‏ وأن ‏«الإثارة تؤدي إلى الانتباه»‏<br />

تبدو منطقية،‏ فإنها تحولت من مجرد نظرية إلى فكرة شائعة جدٍّا؛ فعلى سبيل املثال،‏<br />

يرى راي وباترا أن ‏«الناس يوج ِّهون انتباههم إلى الإعلان الذي ينطوي على مضمون<br />

عاطفي»‏ وأن ‏«العاطفة تعزز درجة املعالجة أو التأثر بالإعلان»‏ ‏(راي وباترا،‏ ١٩٨٣).<br />

ويزعم بيل أن العاطفة بمثابة محف ِّز لتكرار املشاهدة:‏ ‏«الاستجابة العاطفية للإعلان<br />

تحكم قرار التأثر به أكثر»‏ ‏(بيل،‏ ١٩٩٠). تبن َّى بيتر دويل رؤية مشابهة لوجهة نظر بيل،‏<br />

وأكد أنه ‏«إذا أثار الإعلان لدى املستهلكني مشاعر سلبية أو محايدة،‏ فإنهم سيتجنبون<br />

مشاهدته»‏ ‏(دويل،‏ ١٩٩٤). وربما كان أشهر مَن تبن َّى هذه الرؤية إيريك دو بليسي<br />

الذي افترض أن ‏«العاطفة تحكم سلوكنا وتحدد ما يصري ضمن <strong>العقل</strong> الواعي»،‏ وأفاد<br />

بأن ‏«العاطفة تلعب دورًا محوريٍّا في توجيه انتباهنا»‏ ‏(دو بليسي،‏ ٢٠٠٥).<br />

ولكن،‏ هل كل هؤلاء على صواب؟ هل تحف ِّز العاطفة الانتباه وتنش ِّ ط الذاكرة فيما<br />

يخص الإعلان؟ أعتقد أن الإجابة هي ‏«لا»‏ لأن الأبحاث التي استندتْ‏ إليها تلك النتائج لا<br />

تنطبق على صناعة الإعلان.‏<br />

عيوب أبحاث الانتباه<br />

إن تحديد مستويات الانتباه بشكل آني ٍّ تُعَد ُّ مهمة صعبة،‏ ليس فقط لأن مستويات الانتباه<br />

تختلف بسرعة هائلة،‏ ولكن لأن الناس لا يلحظون بوعيٍ‏ ما ينتبهون إليه.‏ وبالطبع هناك<br />

أدلة موث َّقة على أن الناس في معظم الأحيان لا يُدرِكون ما ينتبهون إليه أو مقدار الانتباه<br />

الذي يعريونه في لحظة من اللحظات ‏(دينيت،‏ ١٩٩٣). ولهذا السبب،‏ استخدمت دراسات<br />

عديدة مقاييس غري دقيقة لتقييم مستويات الانتباه؛ فعلى سبيل املثال،‏ أحد الكتب<br />

الأكاديمية الشهرية استشهد ببحث يشري إلى أن ‏«نسبة فقدان الانتباه تصل إلى ١٧٪»، في<br />

حني كانت الدراسة تقيس في واقع الأمر نسبة التذكر والإقناع ‏(روسيتر وبريسي،‏ ١٩٩٨)،<br />

وأكدت دراسة أخرى في ثقة أن ‏«الانتباه يُسهِ‏ م إسهامًا مباشرًا في زيادة الرغبة في الشراء»،‏<br />

160

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!