25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

تكون مخبوءة في مكان ما لا يُمكن لأحد الوصول إليه.‏ املذاق الفريد لكوكاكولا هو إحدى<br />

املُتَع الأكثر روعة التي نسترجعها من ذكريات طفولتنا،‏ وهي كثريًا ما تمث ِّل إحدى أجمل<br />

املكافآت التي يُمكِننا أن نَمنَحها لأنفسنا حتى اليوم.‏<br />

لكن ينبغي هنا أن نذكر شيئًا:‏ إذا وضعتَ‏ العلامتَنيْ‏ التجاريتني الشهريتني كوكاكولا<br />

وبيبسي جنبًا إلى جنب في كوبني زجاجيني متماثلني،‏ وطلبتَ‏ من أشخاص تذو ُّقهما،‏ ماذا<br />

تعتقد أنهم سيختارون؟ الإجابة،‏ كما قد يُجيب أي شخص شاهَ‏ دَ‏ إعلانات تحدي بيبسي<br />

في الثمانينيات سيعرف،‏ هي بيبسي.‏ مذاق بيبسي كولا هو املفض َّ ل من قِ‏ بَل معظم الناس<br />

في اختبارات التذوق،‏ وهذه حقيقة.‏<br />

كان هذا هو ما أثار واحدة من أعظم كوارث التسويق في كل العصور:‏ كوكاكولا<br />

الجديدة.‏ قرر مدير تسويق كوكاكولا سريج زيمان أنه بما أن مذاق بيبسي كان املفض َّ ل<br />

من قِ‏ بَل معظم الناس،‏ فإنه سيُعِ‏ يد إطلاق كوكاكولا بطَعْم مشابِه لبيبسي،‏ ويُسم ِّيه<br />

كوكاكولا الجديدة.‏<br />

إلا أن مذاقَها لم يُعجِ‏ ب أحدًا مم َّن يَشرَبون كوكاكولا.‏ لقد نَادَوْا بإعادة كوكاكولا<br />

الأصلية،‏ وفي النهاية هذا ما حدث.‏ نَعَمْ،‏ الناس أرادوا فعلاً‏ استعادة املنتج الذي كان<br />

يُعجِ‏ بهم بصورة أقل َّ!‏<br />

الآن بالنسبة لأي شخص مثلي قد درس التسويق ملدة ٤٠ عامًا،‏ لا يُعَد ُّ هذا السلوك<br />

مستغرَبًا كثريًا.‏ في خروج وجيز عن املوضوع دعوني أُخبرِ‏ كم عن دراسة بحثية أُجرِيت<br />

من قِ‏ بَل كاثرين براون عام ١٩٩٩. أَعَد َّت براون عينات من عصري البرتقال بدرجات<br />

جودة مختلفة،‏ حيث كانت تأخذ العصري ذا الجودة العالية وتُضِ‏ يف له مواد َّ تُغَري ِّ الطعم.‏<br />

ثم أعطت مجموعة العصائر إلى أشخاص ليتذو َّقوها،‏ مُد َّعِ‏ يةً‏ أنها تجربة ملُنتَج يحمل<br />

علامة تجارية جديدة.‏ بعد مهمة إلْهاء أُعطيت لهم،‏ شاهد نصف املشاركني دعاية لتلك<br />

العلامة التجارية.‏ وُجِ‏ د أن الإعلان أربك قدرة املشاركني على الحكم الدقيق على جودة<br />

العصري،‏ مم َّا أد َّى إلى منْح املنتَج الذي هو دون املستوى تقييمًا عاليًا.‏ لقد خلصتْ‏ إلى<br />

أن ‏«الإعلان الذي تم َّ عرضُ‏ ه بعد تجربة مباشرة للمنتج قد غري َّ قدرة املستهلِكني على<br />

استحضار كل ٍّ من الحِ‏ س ِّ املوضوعي والعناصر العاطفية لتلك التجربة»‏ ‏(براون،‏ ١٩٩٩).<br />

إذا كنتَ‏ تعتقد أن هذا حَدَثَ‏ مصادفة وليس أمرًا معتادًا،‏ فانظر قصة ستيلا آرتوا،‏<br />

العلامة التجارية للجعة الأكثر نجاحًا في اململكة املتحدة.‏ في عام ١٩٩٠، خطط أصحاب<br />

العلامة التجارية،‏ إنتربرو،‏ لإطلاق حملة تليفزيونية كبرية بدلاً‏ من الإعلانات املطبوعة<br />

242

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!