إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الأساليب الإعلانية الفع َّالة وغري الفعالة، فعندئذٍ لن يكون على هؤلاء املنافسني سوى<br />
محاكاة الإعلانات التي أثبتت نجاحًا.<br />
هذه الحالة من البارانويا التنافسية منتشرة على وجه الخصوص في الولايات املتحدة؛<br />
حيث تفوق امليزانيات املخص َّ صة للدعاية مثيلاتها في أي مكان آخر في العالم. وإذا سألتَ<br />
إحدى وكالات الإعلان الأمريكية عن حجم إنفاق أحد عملائها على حملة إعلانية، أو عن<br />
حجم العائد الذي عاد عليه من هذه الحملة، فلن تحصل على إجابة شافية، وإن حصل<br />
ونجحتَ في التوص ُّ ل إلى شخص يمكنه تزويدك بتلك املعلومات، فالأغلب أنك ستحصل على<br />
تحذير من نشرْ أي ٍّ من تلك املعلومات.<br />
على أن الأمر لا يخلو من بضعة استثناءات، فبرنامج جوائز ديفيد أوجيلفي التابع<br />
ملؤسسة أبحاث الدعاية والإعلان ينشر سنويٍّا سلسلة من دراسات الحالة تعطي املتابع في<br />
بعض الأحيان ملحةً عن مدى نجاح إحدى الحملات الإعلانية، لكن البيانات تكون عامة<br />
في مضمونها. ستخبرك تلك الدراسات بحجم ما صنعَتْه الحملة من تعريفٍ وتوعيةٍ أو<br />
بعدد الأشخاص الذين سج َّلوا إعجابهم بها، بل قد تجد فيها معلومات عن مقدار زيادة<br />
املبيعات خلال فترة زمنية معينة، أو إلى أي حد ٍّ نَمَتْ حصة الشركة صاحبة الإعلان في<br />
السوق. لكن من النادر أن تجد إحصاءً محد َّدًا حول ما حققَتْه الحملة الإعلانية بالفعل.<br />
فك ِّر — على سبيل املثال — في حملة «الجمال الحقيقي» التي أطلقَتْها دوف عام<br />
٢٠٠٩. 2 تقول دراسة الحالة املنشورة في تقرير جوائز أوجيلفي: إن «التفاعل» قد زاد<br />
بنسبة ١٢٪، لكن هذا لا يخبرنا بالكثري لأنه لا أحد يعرف ما املقصود بكلمة «تفاعل» هنا.<br />
وتقول الدراسة أيضً ا إن الاستراتيجية العامة قد زادت من حصة الشركة في السوق بنسبة<br />
٣٣٪ في كل ٍّ من الولايات املتحدة الأمريكية واململكة املتحدة وأملانيا، لكن ذلك كان على مدى<br />
٤ سنوات ما بني عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٧، وكان لجميع الأنشطة التي استمرت خلال هذه<br />
الفترة (أي حملات الترويج، محف ِّزات التوزيع، حوافز املبيعات، نشاط العلاقات العامة …<br />
إلخ). والشيء الذي لن تخبرك هذه الدراسة به أبدًا هو حجم ما جلبه الإعلان التليفزيوني<br />
من عائدات.<br />
أما في اململكة املتحدة فإن الجهات التسويقية أكثر مرونةً فيما يتعل َّق بالكشف عن<br />
بيانات أعمالها، كما أن جائزة فعالية الدعاية والإعلان البريطانية (آي بي إيه) تقد ِّم ما هو<br />
بمثابة كنز من الأدلة املوث َّقة حول مدى فعالية الحملات الإعلانية. 3 لهذا السبب ستجدني<br />
أنقل عن دراسات الحالة البريطانية بقدْرٍ أكبر بكثري من نقلي عن مثيلاتها الأمريكية في<br />
14