25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

املعالجة العاطفية<br />

البيولوجية باستخدام وسائل مختبرية.‏ ولكننا لا نَقدِر على رؤية وجوهنا؛ ومِن ثَم َّ لا<br />

يمكننا رصد حالتنا العاطفية على الإطلاق.‏ وهنا يأتي دور املشاعر التي عر َّفها داماسيو<br />

بأنها الإدراك الحسي <strong>العقل</strong>ي للتغري السلوكي الناتج عن ‏«العاطفة».‏<br />

هذا يعود بنا مرةً‏ أخرى إلى السؤال نفسه:‏ ‏«أيهما يحدث أولاً‏ ؟»‏ من جديد،‏ يجيب<br />

داماسيو إجابة قاطعة إذ يقول إنه على الرغم من أننا قد نعتقد أن الشعور يسبق<br />

العاطفة،‏ فإن العكس صحيح؛ فاملشاعر استجابة للعاطفة،‏ ودائمًا تسبق العاطفة<br />

املشاعر.‏<br />

كيف تتولد العاطفة؟<br />

يمكن أن تتولد العاطفة نتيجةً‏ لعددٍ‏ من املُثِريات املختلفة،‏ فقد تكون استجابة ملُثِري<br />

فيسيولوجي مثل العقاقري أو الأقراص الدوائية أو ملُثري ذهني مثل نكتة أو قصة.‏ بل إنه<br />

لا يُشترط لتول ُّد العاطفة أن يكون هناك سبب خارجي،‏ فمن السهل أن تُستثار عواطفنا<br />

بمجرد تذكر شيءٍ‏ ما أو من خلال توقع حدوث أمرٍ‏ ما؛ لذا قد تؤدي الأحلام العادية أو<br />

أحلام اليقظة،‏ الخيالية تمامًا واملختَلَقة داخل عقل الإنسان،‏ إلى تول ُّد استجابة عاطفية<br />

لديه.‏<br />

يستخدم داماسيو مصطلح ‏«املثري املؤث ِّر عاطفيٍّا»‏ لوصف أي شيءٍ‏ خارجي قد<br />

يؤدي إلى استجابة عاطفية.‏ وأوضح أن هناك نوعني من املثريات العاطفية:‏ النوع الأول<br />

يشمل مثريات مثل الأصوات العالية،‏ والهز َّة التي تُحدِثها الزلازل،‏ ونئيم الفهد،‏ وجميعها<br />

مُثِريات تول ِّد خوفًا لديك،‏ حتى وإنْ‏ لم تكن قد سمعتَها مِ‏ ن قبلُ.‏ يولد الإنسان بحساسية<br />

لهذا النوع الأول من املثريات العاطفية لأن رد الفعل العاطفي تشك َّل بداخلنا أثناء عملية<br />

التطور.‏ وأما النوع الثاني فيشمل مثريات مثل املوسيقى والرسم،‏ اعتدْنا على أن يَصدر<br />

عن َّا إزاءها استجابة عاطفية من خلال رصدنا ردود أفعال الآخرين.‏ في بعض الأحيان<br />

تكون املثريات العاطفية مزيجًا من ردود الأفعال الفطرية واملكتسبة.‏ يطرح داماسيو<br />

مثالاً‏ في هذا الصدد وهو صغار القردة التي ترتعد خوفًا إنْ‏ رأتْ‏ ثعبانًا،‏ ولكنها ترتعد<br />

خوفًا أيضً‏ ا إن شاهدتْ‏ والدتها ترى ثعبانًا.‏ بل ومن املُثري للانتباه أيضً‏ ا أنها إنْ‏ لم تَرَ‏ —<br />

وهي في مرحلة الرضاعة — والدتها ترتعد خوفًا عند رؤيتها ثعبانًا،‏ فإن هذه الصغار<br />

لن تكتسب رد الفعل هذا أبدًا.‏<br />

135

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!