25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

كيف ترصد حالات <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>؟<br />

الدفع،‏ وهو ما يعني أنه يُمكن التحكم فيها بشكل جيد جدٍّا في الأراضي الزلقة والظروف<br />

الجوية السيئة.‏ في الواقع،‏ لم يُذكر أي شيء محدد على الإطلاق.‏<br />

والشيء الذكي الآخر بشأن الإعلان هو أنه يستغرق دقيقة من الوقت،‏ على الرغم<br />

من أن ما يُقال يُمكن اختصاره لتصبح مدته ١٥ ثانية فقط.‏ هل يُمكنك تخمني التأثري<br />

الذين حققه هذا الإعلان؟ ببساطة،‏ الإعلان مُمِ‏ ل ٌّ.‏ لا شيء يحدث حتى نصف مدة الإعلان،‏<br />

ثم كل ما يحدث أن رجلاً‏ يخرج من سيارة ما ويقود جرافة ثلج.‏ تذك َّر ما قلتُه حول<br />

مطابقة الجهد املعرفي في الفصل العاشر،‏ سوف ترى أنه إذا لم يكن هناك شيء لتحل ِّله<br />

‏(وصراحة،‏ لا يوجد شيء مهم لتحل ِّله في هذا الإعلان)‏ فسوف يقل ُّ مستوى الجهد املعرفي<br />

الذي تبذله وسوف يقل ُّ مستوى انتباهك.‏ وبخفض مستوى الجهد املعرفي والانتباه،‏ تقل<br />

قدرتك على صياغة حجة مضادة بشأن ما يحمله الإعلان من اد ِّعاء فعلي بشأن السيارة.‏<br />

لذلك مع نهاية الإعلان لا نكون قد حصلنا على معلومات وحقائق تمك ِّننا من<br />

مهاجمة السيارة بيتل،‏ ولا نكون في حالة مزاجية تسمح لنا بصياغة حجة مضادة؛ لذلك<br />

فإننا فقط نترك الاد ِّعاء يمر دون تحد ِّيه أو مواجهته.‏ بعد بضع مرات من التعرض،‏<br />

سوف نشعر على مستوى اللاوعي بالاقتناع بأن بيتل فولكس فاجن هي في الواقع أفضل<br />

في ظروف الطقس السيئة مقارنة بالسيارات الأخرى.‏ وبسبب أن هذا الشعور لا واعٍ،‏ لا<br />

توجد طريقة سهلة ل ‏«إزاحة»‏ هذه الحالة من الاقتناع.‏<br />

كانت جرافة الثلج،‏ في رأيي،‏ فكرة رائعة لخداع <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>،‏ وأظن أن املحكمني<br />

في مهرجان كان للأفلام السينمائية في عام ١٩٦٤ قد اتفقوا معي؛ لأنهم منحوا جرافة<br />

الثلج امليدالية الذهبية.‏ لكن إذا لم تقتنع بإعلان جرافة الثلج،‏ يُمكنك النظر في إعلان آخر<br />

لفولكس فاجن والذي أُعِ‏ د َّ من قِ‏ بَل دويل دان برينباك وعُرض في عام ١٩٦٩. هذه املرة<br />

كان املوضوع جنازة.‏<br />

يُفتتح إعلان الجنازة بمشهدٍ‏ ملوكب جنائزي أمريكي كبري لسيارات أمريكية تقليدية<br />

سوداء تسري في طريقها لتمر من أمام الكامريا.‏ يبدأ عزف موسيقى كنسِ‏ ي َّة حزينة،‏ ويبدأ<br />

صوت رجل عجوز بتمه ُّل في قراءة ما يبدو واضحًا أنه نص لوصيته:‏ ‏«أنا ماكسويل إي<br />

ستافلي،‏ بكامل صحتي وقواي <strong>العقل</strong>ية،‏ أقوم بتوريث ما يلي لزوجتي روز التي أنفقتِ‏<br />

املال وكأنه لن يكون هناك غدٌ،‏ أترك لها مائة دولار وروزنامة.»‏ وبينما نسمع الصوت،‏<br />

نرى الأرملة املكلومة تمسح عينيها وتجلس وحدها على املقعد الخلفي الواسع لإحدى<br />

السيارات.‏ ويستمر الصوت مع وقفة قصرية:‏ ‏«إلى ابني َّ فيكتور ورودني،‏ وهما مَن أنفقا<br />

257

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!