إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الغرفة. ثانيًا: لأنك لم تكن تَعِ ي أنك كنتَ تتابع هذه املحادثات الأخرى، فبالتأكيد كنتَ<br />
تقوم بهذا الأمر بشكل ضمني (التعلم الضمني هو أن تتعلم دون أن تدري أنك تتعلم).<br />
وباملناسبة، نظرًا لأن التعلم الضمني يرتبط باملفاهيم الواردة في الذاكرة الدلالية،<br />
فقد تكون أدركتَ حسيٍّا نبرة الصوت التي كانت مستخدمة في هذه املحادثات الأخرى<br />
ووضعتَ تصو ُّرًا لها؛ لذلك إذا لم تَفهَم أيٍّا من الأحاديث التي كانتْ تدور حولك، فربما<br />
تمكنتَ من معرفة ما إذا كان اسمك قد تم َّ ذكره في سياق لطيف أو في سياق سي ِّئ.<br />
ما علاقة كل هذه الأمور بصناعة الإعلان؟ لكي نفهم هذا املوضوع، دعوني أذك ِّركم<br />
أولاً بما ذكرتُه في بداية الفصل السابق؛ فعلى الرغم من أننا نتعامل على ما يبدو مع<br />
الإعلان باعتباره تجربة شمولية واحدة، فإنه يضم في الواقع عددًا من العناصر املختلفة<br />
التي تُدار في وقت واحد. على سبيل املثال، توجد دائمًا علامة تجارية، وعادةً ما تكون<br />
هناك رسالة تتعلق بهذه العلامة التجارية، وهذه الرسالة قد تكون رسالة منطوقة أو<br />
مكتوبة. وبعد ذلك قد يكون هناك قصة سردية مصاحبة للرسالة، وربما تقوم بعض<br />
الشخصيات املوجودة في الإعلان بتمثيل هذه القصة، كما قد يتضمن الإعلان زمكانًا أو<br />
مشاهِ د. وبالطبع قد تكون هناك بعض املوسيقى املصاحبة.<br />
يمكن التعامل مع جميع هذه املكونات املختلفة للإعلان بمستويات مختلفة من<br />
الانتباه، باستخدام نوع مختلف من التعلم. على سبيل املثال، قد تتعامل مع القصة<br />
والشخصيات على نحو نشِ ط (عن طريق التعلم النشط)، بينما تتعامل مع مشهد الخلفية<br />
على نحو سلبي (عن طريق التعلم السلبي)؛ وقد تتعامل مع موسيقى الخلفية على نحو<br />
ضمني وتستخلص الرسالة بإدراك حسي. غالبًا ما يحدث هذا الأمر إذا كان للإعلان<br />
حبكة درامية مُثِرية للاهتمام، كما كان الحال في حملة سيارات رينو كليو التي ناقشناها<br />
سابقًا. وبالطبع، إذا كنتَ شابٍّا ومن محب ِّي أغاني البوب فقد تتعامل مع املوسيقى على<br />
نحو نشِ ط والشخصيات على نحو سلبي، وهو الأمر الذي قد حدث مع إعلانات تلما<br />
نودلز. وقد تتعامل مع الإعلان بالكامل على نحو سلبي وتستخلص العلامة التجارية<br />
بواسطة الإدراك الحسي، كما كان الحال مع دراسة الحالة الخاصة بشركة أورانج التي<br />
ذكرناها في الفصل الثالث. وهناك مزاوجات مثل هذه لا حصر لها في هذا الصدد، ولكن<br />
الشيء املهم الذي يجب وضعه في الاعتبار أنه كلما زاد تأثري أحد العناصر املكو ِّنة للإعلان<br />
في جذْب الانتباه، زاد انجذاب الانتباه إليه أكثر من العناصر الأخرى الأقل إثارة (مثل<br />
العلامة التجارية أو الرسالة).<br />
118