إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
الجمهور املستهدَف، فإنه لن يحقق شيئًا. بل قال أيضً ا: «إن لم يلاحظ الإعلان أحدٌ، فإن<br />
شيئًا لم يتحقق.» (برينباك، ١٩٨٩) وربما لم يكن برينباك يعرف أن التأثري العاطفي<br />
يحدث على الفور وعلى نحو تلقائي، وعندما يحدث على نحو كهذا، يخترق دفاعاتنا ولا<br />
نستطيع ذَوْد هذا التأثري عن أنفسنا.<br />
وتُعتبرَ الحملة الدعائية التي أُجريت في اململكة املتحدة في ثمانينيات القرن العشرين<br />
لإحدى العلامات التجارية للجعة، التي كانت تُدعَى هوفمايستر، مثالاً ممتازًا على أن<br />
املحتوى العاطفي يمكنه التسل ُّل داخل عقلنا <strong>الباطن</strong> والتأثري علينا دون أن نشعر بذلك.<br />
دراسة حالة: جعة هوفمايستر<br />
كانت جعة هوفمايستر ما نطلق عليه في اململكة املتحدة الجعة املعت َّقة. ونظرًا لأن هذه<br />
الجعة كان يتم تصنيعها، شأنها شأن كل أنواع الجعة البريطانية في ذلك الوقت، لتُقَد َّم<br />
في باينتات ونصف باينتات، كانت نسبة الكحول فيها ضعيفة للغاية؛ إذ كانت تبلغ نحو<br />
٣٫٢٪. ونظرًا لأنه يتم تقديمها باردة، كان من املستحيل تقريبًا على أي شخص أن يحدد<br />
العلامة التجارية للجعة من مذاقها.<br />
ومن أجل التغلب على عدم القدرة على التمييز بني املنتجات، اتجهت مصانع الجعة<br />
إلى الإعلانات، وقد كانت تلك املوجة الحقيقية من الحملات الدعائية الشهرية نتاجًا لذلك.<br />
ولعل أبرز هذه الحملات الدعائية حملة شركة هاينكن، التي تم إطلاقها عام ١٩٧٤،<br />
والتي استخدمت بجرأةٍ الفكاهةَ على غرار أسلوب مونتي بايثون جنبًا إلى جنب مع السرد،<br />
ويتم في هذا الإعلان تنشيط أقدام رجال شرطة متعَبني للقول بأنه «يمكن لجعة هاينكن<br />
فقط فعل ذلك؛ لأنها تُنعِ ش الأجزاء التي لا تستطيع أنواع الجعة الأخرى الوصول إليها».<br />
ومن جهة أخرى، استعانت شركة كارلسبرج باملمثل واملخرج أورسون ويلز للتأكيد<br />
باقتضاب على أن كارلسبرج «على الأرجح الجعة الأفضل في العالم»، وقيل حينها عن<br />
املجموعة املتنوعة من الشخصيات التي قامت في الإعلان بحركات غري مضحكة: «نُراهِ ن<br />
على أنهم يشربون جعة كارلينج بلاك لابيل.» وقد أد َّى هذا الأمر إلى صك عبارة «شرب<br />
الإعلانات» للدلالة على كيفية عدم اهتمام الشباب إلى حد كبري بمذاق املنتج؛ حيث إنهم<br />
يختارون — بشكل خالص — العلامة التجارية للجعة على أساس جودة الإعلان.<br />
وفي أوائل ثمانينيات القرن العشرين، قدمت شركة بِروار كاريدج البريطانية جعة<br />
هوفمايستر القادمة أساسً ا من بافاريا في أملانيا. وكانت جعة هوفمايستر التي تنتجها<br />
228