إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
إشكاليات جذب الانتباه<br />
الرجال من قبضة الأشخاص الذين يسيطرون عليهم. وهناك مثال آخَ ر وهو صديقنا<br />
القديم جيو كومباريو.<br />
على الرغم من أن إبداع الإجبار يستطيع أن يجذب الانتباه، قال عنه بعض مؤلفي<br />
الإعلانات إنه يفقد تأثريه ويصعب تطويره بمرور الوقت، فكلما زاد استخدامك له، اعتاد<br />
املزيد من الأشخاص عليه وفقَدَ تأثريه. كتب هوفر يقول:<br />
يدرك مؤلفو الإعلانات أن الإجبار يزداد صعوبةً، فعندما يستخدم الإعلان<br />
(أو أي رسالة إعلامية أخرى) طريقة إجبار املتلق ِّي على أن ينتبه، يصبح<br />
الإعلان التالي أو الرسالة الإعلانية التالية أكثر صعوبة بكثري، سواء فيما يتعلق<br />
بالعلامة التجارية نفسها أو أي علامة تجارية أخرى. (كوفر، ١٩٩٥)<br />
وبالطبع، بمجرد أن ينجح أسلوب «التأثري العاطفي» أو «الإجبار» في جذب انتباه<br />
مشاهد التليفزيون إلى الإعلان، يتعني توصيل الرسالة. ويعتقد مؤلفو الإعلانات أن أفضل<br />
طريقة لتوصيل الرسالة هي بدء نوع من الحوار مع املستهلك.<br />
كي تصل الرسالة، يجب أن تكون مرتبطة بحياة املشاهدين واحتياجاتهم. ومن<br />
أجْل تحقيق هذا الارتباط، يصوغ املؤلف الرسالة بتخي ُّل شخص مستهدَف<br />
يتحاوَرون معه بشأنها إلى أن تصبح الرسالة مقبولة لهذا الشخص الافتراضي.<br />
(كوفر، ١٩٩٥)<br />
أعتقد أن اللغة املستخدمة هنا تكشف لنا الكثري من الأمور. لاحظ كيف يُنظَر إلى<br />
املستهلك باعتباره هدفًا قليل الحيلة، يتم جذب انتباهه ثم تُعرض عليه رسالة «ترتبط»<br />
بحياته. يوحي هذا التوجه إزاء املستهلك بأن مؤلفي الإعلانات ينظرون إلينا باعتبارنا —<br />
كما يصف جون فيليب جونز — فاتري الشعور وأغبياء نوعً ا ما، وبأن املعلومات تُدَ ُّس<br />
إلينا عن طريق استخدام الأساليب النفسية التي تدمر دفاعاتنا كمستهلكني.<br />
لكننا كمستهلكني، مثل كل البشر، لسنا لعبة في أيدي املُعلِنني ليَفعلوا بنا ما يشاءون،<br />
فلدينا آليات دفاع متطورة جدٍّا تحمينا من أن يتم استغلالنا عن طريق هذه الأساليب<br />
النفسية. وإحدى آليات الدفاع التي كانت معروفة قبل إجراء البحث الخاص بكوفر<br />
ببضع سنني هي املعارضة، أو كما يُطلق عليه في علم النفس: الحجة املضادة.<br />
115