إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
كيف ترصد حالات <strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong>؟<br />
أنْ يَجمَع ما بني الحروف الأولى لاسمَيْهما لتكون كلمة تيسكو. حققت تيسكو سمعة في<br />
الأسواق باعتبارها أحد املتاجر التي تحمل شعار: «بِعْ كميات كبرية بأسعار رخيصة.»<br />
وبحلول الثمانينيات استطاعت تيسكو أن تتطور لتصبح أكبر سلسلة متاجِ ر في أوروبا،<br />
غري أنها كانت في املرتبة الثانية بعد متاجر سنسبري في اململكة املتحدة، ومتاجر سنسبري<br />
معروف أنها متخصصة في بيع املنتجات الغذائية الطازجة، وتعود سمعتها الطيبة في<br />
هذا املجال إلى القرن التاسع عشر.<br />
وفي محاولة من تيسكو لتغيري ذلك الوضْ ع، أطلقت حملة إعلانية جديدة في عام<br />
١٩٨٣ للحومها الطازجة؛ حيث عرض الإعلان روبرت كاريري صاحب مطعم كاريري<br />
الشهري في إيزلينجتون، الذي كان يُعَد ُّ أحد املطاعم الأعلى تقييمًا على مستوى العالَم،<br />
وات َّبع الإعلان نهجًا بسيطًا في الإقناع، حيث أشاد روبرت كاريري بقطعة لحم، وقال إنها<br />
طازجة وقليلة الدسم، موضحًا أنه اشتراها من تيسكو. (دون كل الأماكن الأخرى!)<br />
فشلت الحملة فشلاً ذريعًا، وكان أحد أسباب فشلها كما أوضحت الأبحاث أن<br />
الإعلانات كانت تفتقر للمصداقية؛ فمتاجر تيسكو في ذلك الوقت، كما وصفها غالبية<br />
الناس، قديمة أو متواضعة في هيئتها، كما أن ممرات املتاجر كانت مكد َّسة بالصناديق<br />
وأرضياتها غري نظيفة، ناهيك بالعاملني فيها الذين كنتَ تراهم متجه ِّمي الوجْه وغري<br />
متعاوِنني. ولا شك َّ أن مكانًا كهذا لا يكون ملائمًا لشراء اللحم الطازج مهما كان روبرت<br />
كاريري مُقنِعًا.<br />
هنا تحركت تيسكو لتغيري هذا الوضع وبدأت بثورة في منافذها؛ حيث قامت بتغيري<br />
شامل في منافذها من إعادة البناء وتنظيف املمرات من الصناديق وعم َّتِ النظافة أرجاء<br />
املكان. أم َّا العامِ لون فقد تلق َّوْا تدريبات على الرد على أي استفسارات حول أماكن<br />
املنتجات، فأصبحوا لا يقومون فقط بالإجابة عن سؤال بل يصطحبون املشتري إلى مكان<br />
تواجد املنتج.<br />
إذن كيف يُعلِنون عن محلاتهم الجديدة؟ كانت املنتجات الغذائية الطازجة هي<br />
معركتهم الرئيسية، ومع التجديد الشامل الذي حدث فقد تظن أن تيسكو استعانت<br />
بروبرت كاريري لتُظهِ ر فخرها بهذا التجديد، الحقيقة أن ذلك لم يحدث. في الواقع قامت<br />
تيسكو باستخدام وكالة إعلانية جديدة اسمها لوي هاورد-سبينك، وقد صم َّمت حملة<br />
على النقيض من ذلك تمامًا، حيث ظهر املمثل الكوميدي الشهري دادلي مور كمشترٍ تعوزه<br />
الخبرة أُرسل لشراء دواجن فرنسية تَرعَى طليقةً في املراعي الحرة. في الإعلان الأول الذي<br />
261