إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
الفصل الثالث<br />
لماذا لا ننتبه إلى الإعلانات؟<br />
لا يرغب املشاهِ د في مشاهَ دة إعلانات؛ فهو لا يريد أن يقطع أي ُّ شيء متعةَ<br />
املشاهدة التي يستغرق فيها؛ لذلك يقاوم عقلُه الإعلان التليفزيوني.<br />
آرثر كوفر<br />
«دورية أبحاث املستهلك» (١٩٩٥)<br />
ثبت لدينا حتى الآن أن هناك اختلافاتٍ حول آلية عمل الإعلان، حيث يؤك ِّد نموذج الإقناع<br />
التقليدي، والذي يَمِ يل إليه كثريون في صناعة الإعلان، على أن الغرض من الإعلان هو<br />
جذب الانتباه وتقديم رسالة مقنعة تحق ِّق تغيريًا في اتجاهات املتلقي. وترى وكالات<br />
الإعلان في الانتباه أكبر عائق يتوجب التغلب عليه، وتعتبر تذك ُّرَ الإعلان املقياسَ الأهم،<br />
بينما ترى شركات التسويق أن مهمة توصيل الرسالة الإعلانية هي العائق الأكبر، وأن<br />
إحداث تغيري في التوجه هو املقياس الأهم. ثم هناك الآراء املعارِضة التي تقول بأن الإقناع<br />
نموذج مغلوط، وأن الإعلان مؤثر من دون لفْت الانتباه ومن دون أن يُغري ِّ التوجهات. غري<br />
أن هناك مسألة أخرى ترتبط بجميع هذه الآراء املتضاربة: ما هو كم ُّ الإعلانات القادِر<br />
على دفعنا إلى الانتباه لها؟<br />
لو رجعنا إلى الأساسيات سريعًا فسنجد أنه لا خلاف على أن الشركات تلجأ للإعلان؛<br />
لأن لديها منتجات أو خدمات تريد بيعها لنا. ثم توصلنا بعد ذلك إلى حقيقة أن الجمهور<br />
— منذ بداية الإعلانات في القرن الثامن عشر — لم يكن يُبدِي أي َّ استعداد للانتباه لتلك<br />
الرسائل الإعلانية، ثم جاء عصر التليفزيون، وافترض الكل أن الصورة ستتغري، والسبب<br />
ببساطة أنك بدلاً من أن تخرج لتشتري جريدة، ثم تتصفحها بحثًا عن إعلان، فإن كل