إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
الفصل السادس عشر<br />
قانوني، ومحترم، وصادق، وأمين<br />
الإعلان لا يكون ضارٍّا إلا عندما يُعلِن عن أشياء ضارة.<br />
ديفيد أوجيلفي<br />
«أوجيلفي عن الإعلان» (١٩٨٥)<br />
إن ما توص َّ لنا إليه حتى الآن هو أن الطريقة التي نتعامل بها مع الإعلان بعيدة للغاية عن<br />
البساطة. ومن املناسب القول إن غالبية الإعلانات لها رسالة، وهي التي يختار معظمنا<br />
تجاهلها أو التفاعل معها أو نسيانها بسرعة. هذا أمر لا بأس به ومقبول وليس محل<br />
خلاف. القضية املهمة هي أن غالبية هذه الرسائل يتم توصيلها بصحبة مجموعةٍ كاملةٍ<br />
من املؤثرات العاطفية، والتي تُسم َّى بشكل عام الإبداع.<br />
يكون هذا الإبداع في أغلب الأحيان في صورة ارتباطات فع َّالة عاطفيٍّا، ونحن نربط<br />
على نحو غريزي هذه الارتباطات بالعلامة التجارية املُعلَن عنها، ولا نكتشف أنها تُكي ِّف<br />
على مستوى اللاوعي العلامةَ التجاريةَ مع قِ يَمها العاطفية. لكنني كنتُ قد قررتُ في<br />
الفصل العاشر أن الإبداع لا يَزِيد بالضرورة الانتباه؛ ومن ثم فإن جزءًا كبريًا من هذا<br />
الإبداع يتم التعامل معه على مستوى اللاوعي (أو في أفضل الأحوال على نحو خاطف،<br />
باستخدام مصطلح الوعي املتقل ِّب لدينيت). لكن كونه غري واعٍ لا يعني أنه يتوق َّف عن<br />
التأثري علينا، بل يعني أنه يؤث ِّر علينا بشكْل أفضل، ويعمل كمؤشر ِّ يوج ِّه بشكْل خف ٍّي<br />
عملية صنع القرار الحدسية.<br />
وفي بعض الجوانب يكون الإعلان الدعائي هذا مجرد قِ م َّة لجَبَل الجليد. إن املادة<br />
الإبداعية التجارية التي تُعرَض علينا عبرْ َ إعلانات التليفزيون تنضم ُّ جنبًا إلى جنب مع