إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
العاطفة والانتباه<br />
(الإثارة الزائدة عن الحد أو التحفيز املبالَغ فيه)، فإن منحنَى إدراكنا الحسي وتعلمنا يبدأ<br />
في الهبوط. ومثال على ذلك عندما تقود سيارتك بسرعةٍ ، فكلما زادت السرعة زادت درجة<br />
إثارتك، وارتفع مستوى انتباهك، وأصبحتَ أكثر تركيزًا. ولكنْ إذا كنتَ تقود سيارتك<br />
بسرعةٍ زائدةٍ عن الحد، فإنك تُصبح مُثارًا إلى حد ٍّ مُبالَغ فيه، وتبدأ قدْرتك على التعلم في<br />
الانهيار، وهو ما قد يدفعك إلى فقدان التحكم والتعرض لحادث، وبعد وقوع الحادث<br />
ستجد نفسك غري قادر على تذكر تفاصيل ما حدث.<br />
تضم َّنت نظرية بريلني فكرة أن الإثارة لا تحركها فحسب املتغريات العاطفية<br />
السلبية (مثل الخوف أو الصدمة أو غريهما)، ولكن التحفيز العاطفي الإيجابي واملثريات<br />
التي تنطوي على نوع من الإثابة يزيدان من درجة الإثارة، وقد توص َّ ل إلى هذه النتيجة<br />
فرينر كروبر ريل، أحد أساتذة التسويق البارزين في جامعة سارلاند. وانطلاقًا من نظرية<br />
بريلني التي تُفيد بأن الإثارة الناتجة عن املثريات تحدد مقدار الانتباه الذي يُمنَح لتلك<br />
املثريات، افترض كروبر ريل أن املحتوى العاطفي في الإعلان من ضمن محفزات الانتباه.<br />
وتُفيد نظريته املعروفة باسم «نظرية التنشيط» بأن املحتوى العاطفي ملُثريٍ ما يُحف ِّز<br />
التنشيط «املرحلي» (الإثارة) ويعزز التنشيط معالجة املعلومات (كروبر ريل، ١٩٨٠).<br />
ولاختبار تلك النظرية، اعتمد كروبر ريل على بحث دراسي لتتب ُّع حركة العني يُقي ِّم<br />
مستوى الانتباه للإعلانات املطبوعة التي تم تعديلها بحيث تُعطِ ي مستويات مختلفة<br />
من املحتوى العاطفي. وبحسب كروبر ريل، فإن «تركيز العني يعمل كمقياس سلوكي<br />
ملعالجة املعلومات» (كروبر ريل، ١٩٨٠). وكما أك َّدتُ في الفصل السادس، فإن أعيننا<br />
لا تتحرك بشكلٍ سلس في مجال الرؤية، ولكنها تثبت تركيزها على نقاط متتالية في<br />
مجموعة من الحركات السريعة تُعرف باسم «رمشات» (هيوي، ١٩٦٨). وأثناء حركة<br />
تثبيت التركيز هذه يمكننا التعرف على جميع التفاصيل في املنقطة املركزية فقط، وإذا<br />
أراد املخ التعرف على املزيد من املعلومات، فإنه يأمر العني على مستوى اللاوعي بجعل<br />
الرمشات أسرع وبجعل زمن تثبيت تركيز العني أقصر؛ ومن ثَم َّ فإن عدد مرات تثبيت<br />
التركيز في الثانية الواحدة يُعَد ُّ مؤشرًا دقيقًا لكمية الجهد املعرفي الذي يتم بذله داخل<br />
أدمغتنا، وهو ما يعني أيضً ا أن هذا العدد بمثابة مؤشر دقيق ملستوى الانتباه؛ فالعدد<br />
الأعلى من التثبيتات (الأقصر زمنًا) يشري إلى مستوًى أعلى من الانتباه والعدد الأدنى من<br />
التثبيتات (الأطول زمنًا) يدل على مستوًى منخفض من الانتباه (رينر، ١٩٩٨).<br />
أكدت تجارب كروبر ريل أن الإعلانات املطبوعة التي تتضمن محتوًى عاطفيٍّا أكبر<br />
تَحظَى بمستوًى أعلى من الانتباه، ويتم تذك ُّرها على نحو أفضل من الإعلانات التي لا<br />
159