إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
باملوضوع هو شكل وهيئة الشخص الذي كان يوص ِّ ل إليهم الاقتراح الجدلي هذا. أما في<br />
التجربة الثانية فوجدا أن التأثري على مجموعة املعني ِّني باملوضوع حدث مع عرض هذا<br />
الاقتراح الجدلي مرة واحدة، ولكن مجموعة غري املعني ِّني باملوضوع احتاجت إلى تكرار<br />
عرض هذا الاقتراح قبل اتخاذهم قرارًا بشأنه. وفي النهاية، وجدا أن تغري ُّ التوج ُّه الناتج<br />
عن عرض الاقتراح املختلَف عليه بني املجموعة املعني َّة باملوضوع يكون دائمًا وطويل<br />
الأمد، بينما تغري ُّ التوج ُّه لدى املجموعة غري املعني َّة يكون مؤقتًا وقصري الأمد نسبيٍّا.<br />
ليس من املستغرب أن يَجِ د بيتي وكاتشوبو أن املسار املركزي الذي يت َّسم بالتفكري<br />
النشِ ط والاهتمام الكبري أكثرُ فعاليةً من املسار املحيطي منخفض الاهتمام. وقد افترضا<br />
أن تغيري التوجه ضروري حتى يكون الإعلان فع َّالاً ، ووَصَ فَا ما وجداه، على حد ِّ تعبريهما،<br />
بأن «تغري ُّ ات التوج ُّه من خلال املسار املركزي تكون أكثر ثباتًا ومقاومةً وأكثر تنبؤًا<br />
بالسلوك مقارنةً بالتغري ُّ ات الناجمة عن املسار املحيطي» (بيتي وكاتشوبو، ١٩٨٦).<br />
ولكن هذه النتيجة تتماشى تمامًا مع تفكري كروجمان وإرينبرج، حيث تقترح نظرياتهما<br />
أن الإعلان عاجز عن إحداث تحولات طويلة الأمد في التوجهات. على أن الفارق بالطبع<br />
هو أن كروجمان وإرينبرج قد رَأَيَا في املُعالَجة املحيطية الطريقةَ التي يتم بها التعامل<br />
مع «معظم» الإعلانات، واعتبراها وسيلة دعاية جيدة تمامًا للتأثري على السلوك.<br />
على املستوى الأساسي، هناك وجاهة لنموذج احتمالية الاستغراق؛ فنحن نعتقد<br />
عمومًا أننا نُوليِ املزيد من الانتباه للأشياء التي تحف ِّزنا وتدفعنا إلى املشاركة، ويقل<br />
انتباهنا إلى الأشياء التي لا نهتم ُّ بها. ولكن الأدلة التي لدينا من دراسة كلية لندن للأعمال<br />
تشري إلى أن الاهتمام بالسوق لا يفسر في الواقع سلوكنا تجاه الإعلان، فإذا نحن أوْلَيْنا<br />
املزيد من الانتباه إلى الإعلانات التي تتناول أشياء تهم ُّنا، فسوف يت َّصف سلوك املشاهدة<br />
التليفزيونية بتذبذُب مستويات الانتباه. ببساطة، يتوقف انتباهنا أو تجاهلنا للإعلانات<br />
على مدى اهتمامنا بالأشياء املُعلَن عنها.<br />
ولكن هذا لم يكن ما توص َّ ل إليه باحثو الكلية، فقد وجدوا أن الناس في الغالب<br />
يتجن َّبون الإعلانات، وخاصةً إذا كان هناك أكثر من شخص واحد في الغرفة. والفترة<br />
الوحيدة التي يُشاهِ د فيها املشاهد الإعلانات هي خلال الساعات املتأخ ِّ رة من الليل عندما<br />
يكون مُتعَبًا جدٍّا ويَكسَ ل في ترك الغرفة. وفي بحثي وجدتُ أن الاهتمام باملُنتَج لا يُحدِث<br />
في الواقع أي َّ فارق في مستوى الانتباه للإعلان التليفزيوني؛ ففي ظل ظروف مصم َّمة<br />
بعناية بحيث تحاكي تجربة املشاهدة الطبيعية، وجدتُ أن مستويات الانتباه للإعلانات<br />
62