إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
تجاربه املعتمدة على الصور) فإنْ أدركتَ أنك شاهدتَ ذاك الإعلان من قبلُ، فسوف يق ُّل<br />
مستوى انتباهك أكثر لأنك تعلم تمام العلم أنه ليس هناك جديد.<br />
والآن دعنا نفترض أنك لم تتعرف على الإعلان وأنه لا يرو ِّج لشيء ترغب في شرائه<br />
بشدة. خلال عرض الإعلان، فإنك تسجل مجموعة من الآراء الحسية، وهذه بدورها<br />
تُطلِق مجموعة من التصورات، كل ذلك يحدث تلقائيٍّا ولا شعوريٍّا. وفي بعض الأحيان<br />
تشاهد أو تسمع شيئًا يسترعي انتباهك ولو قليلاً ، وقد تقوم فعليٍّا بشيء من التحليل.<br />
من الأشياء التي تُعريها عادة شيئًا من انتباهك هُ وي َّةُ العلامة التجارية التي يتم الإعلان<br />
عنها (ألاحظ أنني أقول «هوية»؛ لأنها غالبًا ما تكون شعارًا وليست اسمًا يلفت انتباهنا<br />
للعلامة التجارية الفعلية). ولكن في هذه الحالة، ملاذا يتوجب علينا الانتباه إلى ذلك؟<br />
ببساطة لأنه بحكم غريزتنا نحن نرغب أن نفك َّ شفرة ما تراه أعيننا وتسمعه آذاننا،<br />
ونعلم أن الإعلان لا يكون له معنًى ما لم نَعرِف هدفه وبأي شيء يتعلق. ولكن بناءً على<br />
فرضية دينيت، فإن هناك احتمالية أن تكون فترة الانتباه قصرية ويَلتَقِ ط الوعيُ العلامة<br />
التجارية لفترة وجيزة ثم سرعان ما تُنسىَ .<br />
أعتقد أن وكالات الإعلان تتسم بالغباء فيما يتعلق بموضع العلامة التجارية من<br />
الإعلان، فتلك الوكالات تَخشىَ وضع العلامة التجارية في بداية الإعلان فتُدرِك أنت كمشاهد<br />
هدف الإعلان وصاحبه؛ ومِن ثَم َّ تنصرف عنه ذهنيٍّا؛ لذا فإنها غالبًا ما تضع العلامة<br />
في نهاية الإعلان ظنٍّا منها أننا سنُتابع الإعلان إلى النهاية لنتعرف على صاحبه. لك َّن<br />
املؤسف بالنسبة لها أن معظمنا سرعان ما سينصرف عن الإعلان إذا لم نعرف بسرعة<br />
الهدف منه وما الذي يُعلِن عنه. وبحلول الوقت الذي تَظهَر وتتضح فيه العلامة التجارية<br />
في النهاية، سنكون على الأرجح قد نَسِ ينا القدْر الضئيل الذي استوعبناه بشأن ما كان<br />
يحاول الإعلان أن يقوله عن تلك العلامة التجارية.<br />
من وقت لآخَ ر، يقودنا فضولنا إلى محاولة فهم رسالة الإعلان. وعندما يحدث ذلك،<br />
فإن الرسالة ستحقق أحد شيئني: إما أن تول ِّد مجموعة من الأفكار التي بدورها ستغ ِّري<br />
مِ ن مَوَاقِ فنا. إنْ لم يكن هناك حافِ ز لنتذك َّر تلك التغيريات (كأن تكون متوق َّعة، أو مبتذَلة،<br />
أو ببساطة غري مُثرية)، فإننا على مستوى الإدراك الحسي نستبعدها وننساها على الفور.<br />
وإما أن نُوليها اهتمامًا كبريًا، وفي تلك الحالة سوف نفن ِّدها ونقر ِّر أنها هراء.<br />
إذا استطاع الإعلان إيصال رسالة مُثرية للاهتمام إلى عقولنا وأحدث تغيريًا في<br />
مواقفنا، فسوف يكون هناك زيادة في احتمالات شرائنا ملنتج يحمل تلك العلامة التجارية<br />
208