25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

قد استخدمت هذه الطريقة في الإعلان،‏ فربما كانت حققت نجاحًا أقل بكثري،‏ وربما كان<br />

قد فاتنا بعض الإعلانات الذكية واملسل ِّية على نحو استثنائي.‏<br />

قوة من أجْل الخري أم الشر؟<br />

من املؤكد أن معظم قُر َّاء هذا الكتاب من الكبار،‏ ولكن الأمر أكثر تعقيدًا وأهمية بالنسبة<br />

للأطفال؛ فهل يصح أن نسمح ملصن ِّعي الحبوب أن يستخدموا الدعاية بأسلوب يؤثر على<br />

الأطفال،‏ حيث يبتكرون شخصيات كرتونية تَلقَى قبولاً‏ وإعجابًا من قِ‏ بَل الأطفال بشكلٍ‏<br />

منقطع النظري في حني أن منتجاتهم تحتوي على كميات كبرية من السكر املضاف؟ وهل<br />

يصح أن نسمح ملصن ِّعي ألعاب الفيديو باستخدام مَشاهِ‏ د الحرب والعنف عند إعلانهم<br />

عن لعب الأطفال؛ مما قد يزيد من نمو السلوك املعادي للمجتمع لدى هؤلاء الأطفال؟<br />

وبوضع مخاطر الإدمان في الاعتبار،‏ هل ينبغي أن يُسمح بالإعلان عن الجعة باستخدام<br />

إعلانات مضحكة؟ هل ما طرحناه من نموذج لإغواء <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong> يعني أننا لا بد أن<br />

نتعامل بشكلٍ‏ يقظٍ‏ مع أنواع الحملات الإعلانية التي يراها أطفالنا؟ نَعَم،‏ أعتقد أن هذا<br />

ما يعنيه بالفعل.‏<br />

إليك هذه القصة الرائعة التي تدور في فلك املوضوع الذي طرحناه للتو:‏ بعد أن<br />

تركتُ‏ مجال الإعلانات ات َّجهتُ‏ للعمل كاستشاري لشركة من شركات أبحاث السوق،‏<br />

وكان من بني مهام ِّ وظيفتي حضور املؤتمرات،‏ وقُد ِّر لي أن أحضر مؤتمرًا بحثيٍّا في لندن،‏<br />

والتقيتُ‏ هناك باملسئول عن التسويق في شركة بي إم دبليو.‏<br />

تصادف أن تناولتُ‏ أنا وهذا املسئول مشروبًا ودارت أثناء ذلك مناقشة بيننا حول<br />

الإعلانات،‏ فشعار بي إم دبليو ‏«السيارة الأفضل»‏ أد َّى إلى وجود دعاية متميزة للشركة<br />

على مدار ما يزيد عن ٣٠ عامًا في الولايات املتحدة الأمريكية وما يقرب من ٢٥ عامًا في<br />

اململكة املتحدة،‏ ومن املُلاحظ أن مبيعات بي إم دبليو قد زادت ١٧ ضعفًا 1 على مدار<br />

هذه الفترة في الولايات املتحدة وحدها،‏ وهنا تساءلتُ‏ بكل براءة ما هي الفئة العمرية<br />

التي كانت تستهدفها إعلانات بي إم دبليو،‏ وكنتُ‏ متوق ِّعًا أن تكون الإجابة النموذجية<br />

‏«الشباب»،‏ ولكن ما صدمني حقٍّا أن أعلم أن الفئة العمرية املستهدفة تبدأ من سِ‏ ِّن<br />

‏«السادسة».‏<br />

اعتَبرِ‏ ْ ذلك نوعًا من البَوْح!‏ فقد اعترفتْ‏ وكالة إعلانية كبرى بأنها تستهدف الأشخاص<br />

الذين لن يكون باستطاعتهم شراء سيارة بي إم دبليو ملدة ٢٠ عامًا،‏ ولن يُسمح لهم<br />

278

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!