إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
نموذج خداع اللاوعي<br />
أوضحنا سابقًا في هذا الفصل، لا يوجد اختلاف كبري بني العلامات التجارية، ونستطيع<br />
القول بأن كل املنتجات تلب ِّي احتياجاتنا على نحو جيد. وفي ظل هذه الظروف، يمكن أن<br />
تكون مشاعرنا هي املسئولة عن تفضيلنا علامةً تجاريةً على أخرى.<br />
حتى وإن كانت العلامات التجارية مختلفة بعضها عن بعض اختلافًا مهمٍّا، فإنه<br />
يَصِ ري لزامًا علينا أن نأخذ بعني الاعتبار نموذج داماسيو لاتخاذ القرار الذي أوضح<br />
لنا كيف تؤدي مشاعرنا دور املراقب في التأثري على قراراتنا، فنحن بكل بساطة غري<br />
قادرين على اتخاذ قراراتٍ عقلانية دون التفاعل مع مشاعرنا؛ ومن ثَم َّ عندما يتعني<br />
علينا الاختيار بني علامةٍ تجاريةٍ ليست لها سمة مميزة وأخرى نشعر حيالها بإحساسٍ<br />
جيد، سنختار على الأرجح الثانية. باختصار، جميع تلك الصور الحميدة التي نراها في<br />
الإعلانات التليفزيونية هي ما توج ِّه سلوكنا.<br />
نموذج خداع <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
إليك وصفتي للطريقة البديلة التي تؤث ِّر بها الإعلانات التليفزيونية علينا في القرن الحادي<br />
والعشرين:<br />
تبدأ الوصفة باملحتوى العاطفي وراء التواصلي. هذا املحتوى العاطفي قد يكون<br />
عاطفةً حاضرة خلال الإعلان نفسه وتؤث ِّر في الطريقة التي نشعر بها حيال العلامة<br />
التجارية (كما هو الحال في صندوق دوف لتقدير الذات)، أو قيمًا عاطفية ترتبط بعنصر<br />
من عناصر الإعلان وتصبح مقترنة بالعلامة التجارية؛ ومن ثم تُكي ِّفُها بحيث يكون لها<br />
القيمة العاطفية نفسها (كما هو الحال في أطفال إطارات ميشلان وجرو ورق تواليت<br />
أندريكس).<br />
عمومًا نحن نحب املحتوى العاطفي الإيجابي، ونَثِق فيما نحب. ونحن أيضً ا لا<br />
نَمِ يل إلى الانتباه كثريًا للإعلانات (وخصوصً ا الإعلانات التليفزيونية)، ومن ضمن الأسباب<br />
الرئيسية التي تجعلنا نشعر بحاجة فعلية إلى الانتباه أننا نريد أحيانًا أن نعترض على<br />
ما يُخبرِ وننا به. وكلما أحببنا ووثقنا في إعلانٍ ما، قل َّ اهتمامنا بمناقشة الفكرة التي<br />
يعرضها ومعارضتها، وقل َّ انتباهنا له.<br />
وكما أكد بورنستني، كلما قل َّ مستوى انتباهنا للإعلان أو محتواه، انحدرت قدرتنا<br />
على مناقشته أو معارضة محتواه؛ ومن ثَم يكون الإعلان أكثر قدْرة على التأثري في<br />
مشاعرنا.<br />
215