25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

أفكار بديلة<br />

الخياط وأطلب تفصيل بدلة.»‏ ودخل سكوت في حوار مع صاحب املحل،‏ الذي سأله إذا<br />

كان صديقٌ‏ له قد زك َّى له هذا املحل،‏ فأجابه أن الأمر كذلك بالفعل.‏ ولاحقًا،‏ وجد أنه لا<br />

يتذكر أن أحدًا من أصدقائه قد أوصاه بالتعامل مع املحل،‏ وأدرك أنه قد تأثر بالإعلان<br />

من دون وعي منه:‏<br />

كنتُ‏ قد رأيتُ‏ الإعلانات ‏(الخاصة بمحل الخياط)‏ على مدى شهور،‏ ومنها<br />

تشك َّلتْ‏ لدي َّ فكرة عن املحل.‏ وفي وقت لاحق،‏ نسيتُ‏ مصدر معلوماتي<br />

وتصو َّرتُ‏ أنها تزكية صديق.‏ ‏(سكوت،‏ ١٩٠٣)<br />

واللافت أن سكوت أشار قائلاً‏ : ‏«أشك ُّ كثريًا في أن أكون قد قرأتُ‏ محتوى أي ٍّ من<br />

الإعلانات سوى العنوان.»‏ وهكذا نرى أن العنوان وحده كان كافيًا لدفعه للذهاب إلى<br />

املحل وابتياع بدلة.‏<br />

وفي جزء آخَ‏ ر من الكتاب،‏ في فصل عنوانه ‏«تأثري اللاوعي في إعلانات الترام»،‏ يقد ِّم<br />

لنا سكوت ما يمكننا وصفه بأنه أشهر ملاحظاته:‏<br />

أكدتْ‏ لي سيدة شابة أنها لم تُمعِ‏ ن النظر أبدًا في أي ٍّ من املُلصَ‏ قات املوجودة<br />

على عربات الترام التي اعتادتْ‏ لسنوات أن تستقل َّها.‏ وعندما ألْحَحتُ‏ عليها في<br />

السؤال،‏ وجدتُ‏ أنها تَعرِف عن ظهر قلب كل الإعلانات التي تَظهَر عبر خط<br />

الترام … وأنها كانت تقد ِّر كثريًا نوعية البضائع والسلع التي يتم الإعلان عنها؛<br />

فهي لا تدرك حقيقة أنها كانت تتأمل الإعلانات،‏ واستاءت تمامًا من تعريفي<br />

لها بأنها قد تأث َّرتْ‏ بها.‏ ‏(سكوت،‏ ١٩٠٣)<br />

تكمن أهمية هذا الاقتباس في كونه يُبني ِّ — وعن قَصْ‏ دٍ‏ فيما يُفترض — أن الإعلان<br />

قادر على التأثري على العديد من الناس من دون أن يَفطَنوا إلى أنه يفعل بهم ذلك.‏ ربما<br />

لم يكن في هذا الرأي الكثري من الغرابة في عام ‎١٩٠٣‎؛ فقد كان الإعلان وقتذاك مقتصرًا<br />

على الصحف ولوحات الإعلانات وامللصقات الإعلانية في عربات الترام،‏ وأنا متأكد من أنها<br />

كانت تَحظَى باهتمامٍ‏ محدودٍ‏ كما هو الحال اليوم مع الإعلانات املطبوعة.‏<br />

وبالرغم مم َّا حَظِ‏ يَ‏ به سكوت في نادي أجيت من تحم ُّس كبري لأفكاره،‏ فإن صناعة<br />

الإعلانات في عمومها تجاهلت أفكاره املذهلة عن التأثريات اللاشعورية للإعلانات.‏ وعوضً‏ ا<br />

عن ذلك،‏ ناصروا وجهة نظر جون كينيدي القائلة بأن الإعلان عبارة عن ‏«فن البيع<br />

43

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!