25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

آلية التواصل<br />

مجرد التعرض<br />

صاغ بوب زايونتس (١٩٦٨) مصطلح مجرد التعرض للإشارة إلى فرضية مفادها أن<br />

مجرد التعرض للشيء قد يغري ِّ من موقفك تجاهه،‏ وبعد بضع سنوات توسعت هذه<br />

النظرية لتشمل التعرض عند مستويات لا يمكننا بعدها إدراك أي شيء حسيٍّا.‏ ووُصفت<br />

هذه املستويات،‏ وهي عادةً‏ ما تكون أقل من ٤٠ ملي ِّ ثانية،‏ باللاشعورية.‏<br />

في تجربة شهرية،‏ قام كونست ويلسون وزايونتس (١٩٨٠) بعرض أشكال غري<br />

منتظمة متعددة الأضلاع على مجموعة من الأشخاص لفترات زمنية إن قلت يمكن إدراك<br />

تلك الأشكال حسيٍّا،‏ وهو ما يعني أن أي معالجة جارية من شأنها أن تحدث في الأساس<br />

عند مستويات الصفر من الانتباه الواعي ومستويات الصفر من الوعي.‏ ومن املدهش أن<br />

تلك التجربة أظهرتْ‏ أن بمقدور املشاركني إبداء تفضيل لتلك الأشكال غري املنتظمة رغم<br />

أنهم من املفترض غري قادرين على إدراكها حسيٍّا.‏ ويعرف هذا التأثري باسم ‏«التهيئة»،‏<br />

وهي الآلية نفسها التي استخدمها من قبلُ‏ كل ٌّ من شاكتر وتولفينج في التجارب التي<br />

تناولناها في الفصل السابق لإيضاح قوة الذاكرة الضمنية.‏<br />

هل يعني هذا أن فانس باكارد ربما كان على صواب عندما حذ َّر الجمهور الأمريكي<br />

من أخطار الإعلان اللاشعوري؟ إن الجواب هو بشكل قاطع لا؛ فلقد ظهر أن الإعلان<br />

الذي يعمل على مستوًى أقل من عتبة الفهم يكون ضعيفًا في أحسن الأحوال،‏ وغري<br />

مؤثر بوجه عام ‏(مور،‏ ١٩٨٢)، وهذه خلاصة يدعمها التحليل الفوقي ل ٢٣ دراسةً‏<br />

أجراها ترابي الذي بني َّ أن ‏«تأثري املثريات التسويقية اللاشعورية على سلوك املستهلكني<br />

في عملية الاختيار هو تأثري يمكن إهماله»‏ ‏(ترابي،‏ ١٩٩٦). لكن هذا لا يعني أن التعرض<br />

اللاشعوري ليس له تأثري،‏ فيبدو أن تجارب أُجرِيَت مؤخرًا أظهرتْ‏ أن الكلمات التي<br />

تُعرَض بشكل لا شعوري،‏ حتى إنْ‏ لم يتم إدراكُها حسيٍّا،‏ يمكن تصو ُّرها،‏ ويمكن أن<br />

تَجعَلَنا نُبدي املشاعر نفسَ‏ ها التي كن َّا سنُبدِيها إذا عُرضت على مستويات طبيعية؛ لذا،‏<br />

على سبيل املثال،‏ إذا عُرضت علينا كلمة ‏«مغتصِ‏ ب»‏ على مستوًى لا شعوري،‏ فإنه يمكن<br />

أن يتبني َّ أننا نولد الاستجابة العاطفية ذاتها التي كن َّا سنشعر بها لو أن الكلمة كانت<br />

مرئية،‏ إلا أن الاختلاف هو أن الاستجابات تكون ضعيفة جدٍّا،‏ مثلما كانت الاستجابة<br />

للتعرض اللاشعوري للإعلان.‏<br />

107

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!