25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

Create successful ePaper yourself

Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

منخفضة أو معدومة من الانتباه،‏ لا ترتبط بأي ‏«معنًى»؛ ومن ثَم َّ تكون غري قادرة<br />

على تحقيق أي شيء مهم للتأثري على السلوك.‏ لكن شاكتر وتولفينج قاما بتجربة أخرية<br />

دحضت هذه الفكرة؛ فقد كانت هذه التجربة عبارة عن اختبار ملعرفة ما إذا كان التعل ُّم<br />

الضمني يمكن أن يتصل بالذاكرة املفاهيمية أم لا.‏<br />

الذاكرة املفاهيمية<br />

الذاكرة املفاهيمية هي جزء من الذاكرة الدلالية،‏ ويمكن تعريف املفاهيم ببساطة بأنها<br />

الأفكار التي تربط املعنى بأي شيء يمكن أن ندركه بحواسنا.‏ إننا نبدأ في تعلم املفاهيم<br />

منذ املَهْد،‏ وهي تشك ِّل جزءًا مهمٍّا من قدْرتنا على الحكم على قيمة الأشياء من حولنا.‏<br />

ولأن املفاهيم ترتبط بتخزين القواعد والإشارات املرجعية واملعاني،‏ فإنها بحُكم تعريفها<br />

تندرج ضمن الذاكرة الدلالية.‏<br />

كان شاكتر وتولفينج يُدرِكان أن الفكرة الراسخة عن التعل ُّم الضمني تتمحور حول<br />

كونه تعل ُّمًا إدراكيٍّا بحتًا لا يمكن أن يتفاعل مع الذاكرة الدلالية أو يساهم بأي شيء<br />

فيها؛ لذلك فقد قر َّرا اختبار هذه الفكرة والتأكد مما إذا كان بإمكان الذاكرة الضمنية<br />

التعامل مع التهيئة ‏«املفاهيمية»‏ أم لا.‏ وللقيام بذلك فقد استخدما أشخاصً‏ ا مصابني<br />

بفقدان الذاكرة؛ لأن هناك أدلة على أن فقدان الذاكرة يدمر الذاكرة الصريحة وليس<br />

الذاكرة الضمنية ‏(شاكتر،‏ ١٩٩٦).<br />

قاما بعرض جُمَل لا تحمل أي معنًى على مرضى مصابني بفقدان الذاكرة،‏ ومن بني<br />

تلك الجمل الجملة التالية:‏ ‏«كانت النغمات رديئة لأن حاشية القماش قد تفككت.»‏ ثم<br />

عَرَضَ‏ ا عليهم كلمة دليلية،‏ وقد كانت في هذه الحالة كلمة ‏«مزمار القربة الاسكتلندي».‏<br />

وقد وجدا أنه عندما عُرضت الجُمَل بمفردها،‏ استطاع املرضى املصابون بفقدان الذاكرة<br />

في الكثري من الأحيان تذك ُّر الكلمة الدليلية حتى بعد مرور عدة أيام،‏ وذلك على الرغم من<br />

نفْيِهم املتكر ِّر لرؤية الجملة أو الكلمة الدليلية من قبلُ.‏<br />

كرر فيديا وآخرون (١٩٩٥) هذه التجارب لتوضيح التحولات الأربعة جميعها التي<br />

طرأت على املرضى املصابني بفقدان الذاكرة:‏ الإشارات املفاهيمية والإدراكية الضمنية<br />

والإشارات املفاهيمية والإدراكية الصريحة.‏ وقد كان أداء مرضى فقدان الذاكرة سي ِّئًا في<br />

اختبارَيِ‏ الإشارات الصريحة كليهما،‏ وجيدًا في اختبارَيِ‏ الإشارات الضمنية كليهما.‏<br />

98

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!