إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
ماذا عن إعلان أورانج جيه ديباور؟ كان هذا الإعلان، كما تذكُر، حول كيفية فوز<br />
أورانج بجائزة جيه دي باور في خدمة العملاء للعام الثاني على التوالي. تمكن هذا الإعلان<br />
من التأثري على املواقف إزاء العلامة التجارية بني أولئك الذين تعرفوا على الإعلان، على<br />
الرغم من أنه لم يكن أحد يعلم على ما يبدو أي قطاع من املشاهدين يستهدفه الإعلان.<br />
أظن أن هذا أث َّر بالطريقة نفسها التي أث َّرت بها حملة «أو تو». العديد من<br />
الأشخاص الذين يشترون الهواتف املحمولة هم من الشباب، والشباب حساسون جدٍّا<br />
في مسألة اقتناء العلامة التجارية الأكثر روعة في السوق. إعلان أورانج جيه دي باور<br />
الذي كان بالأبيض والأسود كان بالتأكيد رائعًا وأنيقًا. لقد صُ و ِّر بطريقة جميلة، وكانت<br />
موسيقاه مؤثرة وهادئة للغاية، وأعتقد أن هذه السمات ربما كانت كافية لتجعل الشباب<br />
يشعرون بأن أورانج كانت أكثر «رُقيٍّا» من العلامات التجارية الأخرى؛ ومِن ثَم َّ كانوا<br />
يشعرون بأنهم أكثر انجذابًا إليها أكثر من غريها. الفكرة في ذلك هي أن تحول املوقف<br />
الإيجابي بني أولئك الذين شاهدوا الإعلان تحقق في معظم أبعاد الصورة، وليس فقط<br />
بني أولئك املهتمني بالخدمة الجيدة.<br />
بالنسبة لإعلان الخطوط الجوية البريطانية بموسيقاه الجميلة، والذي كن َّا قد<br />
تناولناه بشيء من التفصيل، فإنه يُعَد ُّ مثالاً على الارتباط بالعلامة التجارية الذي يكي ِّفنا<br />
لا شعوريٍّا كي نشعر بأن السفر على متن خطوط الطريان هذه سيمنحنا الراحة<br />
والاسترخاء على نحو رائع. مرة أخرى، الجانب الذكي في ذلك هو أن الإعلان به رسالة،<br />
وذلك يعني أننا لا نُعِ ري املوسيقى اهتمامًا، أو نعترض على تأثريها؛ لأننا لا نراها باعتبارها<br />
جزءًا مهمٍّا من عملية التواصل.<br />
مارس إعلان الجرو أندريكس تأثريه بكيفية مماثلة. تُلهينا رسالة «ناعمة وقوية<br />
وتدوم لفترة طويلة»، في حني يكي ِّفنا الجرو لا شعوريٍّا على أن نشعر بأن أندريكس هي<br />
شركة تستهدف الأُسرَ الحانية، وورق التواليت الذي تُنتجه، مثل الجرو، ناعم في ملمسه.<br />
لكن هنا مرة أخرى، مثلما كان الحال مع ستيلا آرتوا، فإن طموح وكالة الإعلان في<br />
تعديل وتغيري أسلوب ثبت نجاحه نَتَج عنه ما أعتبره بمثابة سوء تقدير جسيم. أولاً :<br />
كان الجرو اللطيف قد أُعطي صوتًا وجعلوه يتحدث، ثم استُبدِل به جرو يتم تحريكه<br />
بواسطة الكمبيوتر. في رأيي لم يكن أي ٌّ من العرضَ نيْ قادرًا على تحفيز القِ يَم التصورية<br />
للنعومة وحنان الأسرة مثلما كان الحال مع الإعلان الأصلي؛ لذلك سيكون من املثري<br />
للاهتمام رؤية ما إذا كانت مبيعات أندريكس قد بدأت في الانخفاض على مدى السنوات<br />
القليلة القادمة أم لا.<br />
276