25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

صُ‏ نع القرار<br />

الجديدة،‏ وكانت النتيجة أن املرضى — على الرغم من استطاعتهم مواصلة التفكري عن<br />

طريق قشرتهم الدماغية الجديدة،‏ والتعبري عن مشاعرهم من خلال القشرة الحوفية —<br />

لم يتمك َّنوا من ‏«التحك ُّم»‏ في تفكريهم أو مشاعرهم نظرًا لأن هذين الجزأين من الدماغ<br />

لم يعودا قادرَيْن على العمل معًا.‏ جعل هذا داماسيو يستنتج ما يلي:‏<br />

يبدو أن الجزء املسئول عن <strong>العقل</strong>انية الذي يُفترض وجوده ضمن القشرة<br />

الدماغية الجديدة،‏ لا يعمل بدون التنظيم الحيوي،‏ الذي من املفترض وجوده<br />

فيما تحت القشرة الدماغية.‏ ‏(داماسيو،‏ ١٩٩٤)<br />

يُعَد ُّ هذا الاكتشاف رائعًا؛ فمن ناحية،‏ يوضح أن عملية التحكم في العواطف<br />

واملشاعر،‏ تلك العملية التي تُعتَبرَ‏ أحدَ‏ أهم الجوانب في وظيفتنا كمخلوقاتٍ‏ اجتماعية،‏<br />

تَنتُج عن تطور القشرة الدماغية الجديدة،‏ ولكن الأهم من وجهة النظر هذه،‏ هو أنه<br />

يُشري إلى أن عملية صنع القرار،‏ التي يُفترض أنها نشاط ‏«تفكري»‏ عقلاني،‏ تتوقف إلى<br />

حد ٍّ كبري على مشاعرنا وعواطفنا.‏ وفي ضوء وجهة النظر التي يطرحها داماسيو،‏ فإن<br />

وظائفنا املعرفية يتأثر عملها تأث ُّرًا كبريًا بعواطفنا ومشاعرنا.‏<br />

هذا لا يعني أن العواطف هي التي تفكر لنا أو تصنع قراراتنا؛ ففي عملٍ‏ لاحق،‏<br />

أوضح داماسيو قائلاً‏ : ‏«إنني لم أقُلْ‏ إن العواطف هي بديل للتفكري أو إنها تصنع<br />

قراراتنا.»‏ ‏(داماسيو،‏ ٢٠٠٠) ولكن لها تأثريٌ‏ قوي وتقوم بدور ‏«املراقب»‏ على القرارات،‏<br />

من خلال آلية وصفها داماسيو بفرضية الواسمات الجسدية.‏<br />

الواسمات الجسدية<br />

تخيل أنك طفلٌ‏ صغري،‏ تسري وسط شارعٍ‏ مزدحم مع والدتك،‏ وبينما أنت تعبر الطريق،‏<br />

تُشد ِّد والدتك على أهمية النظر إلى كِلاَ‏ الاتجاهني للتأكد من عدم قدوم أي سيارات.‏ أنت<br />

تُصغِ‏ ي لها وتتذكر ما تقوله لك،‏ لكنها لم تترك الانطباع القوي لديك،‏ وتمر الأيام لتكبر<br />

وتنسىَ‏ أن تنظر إلى الطريق وأنت تعبرُ‏ ‏ُه مثلما كنتَ‏ تفعل،‏ ولا تلاحظ اقتراب سيارة<br />

منك.‏ يعلو صوت بوق السيارة بشدة لتتوقف على مقربة شديدة منك،‏ فتقفز وتضطرب<br />

مشاعرك بشدة،‏ وتتمل َّكك حالةٌ‏ من الرعب،‏ وتتصب َّب عرقًا لتعود مسرعًا إلى الرصيف.‏<br />

تواصل السيارة سريها،‏ وبعد مدة تنسىَ‏ هذا الحادث،‏ ويعود كل شيء إلى طبيعته على ما<br />

يبدو.‏<br />

177

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!