إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
أنواع الجعة الأخرى. بالطبع هذا التواصل حدث على مستوى اللاوعي؛ حيث إن شعور<br />
الشاربني بالتميز كان خفيٍّا؛ ولهذا لم يتم الت َّثب ُّت منه أو معارضته.<br />
لكنْ بأي ِّ طريقة حدث التأثري على مستوى اللاوعي؟ لا بد أنه كان واضحًا أن<br />
العلامة التجارية كانت تُحاوِ ل أن تُضفِ ي على نفسها تأنقًا وترفًا، أليس كذلك؟ حسنًا،<br />
كلا. لم يكن الأمر كذلك، للسبب الوجيه جدٍّا، وهو أن الإعلانني كان لهما هدف ظاهري<br />
مختلف تمامًا هو أن يُقنِعا املشاهدين بأن جعة ستيلا آرتوا مُكل ِّفة للغاية. وباحتفاظ<br />
وكالة الإعلان بالشعار الأصلي ورسالة الجودة العالية، خدعت املشاهدين بأن جعلتْهم<br />
يظنون أن الإعلانني تمحورا فقط حول الثمن الباهظ، في حني أن الحقيقة أنهما كانا<br />
يتمحوران حول التأن ُّق والتر َّ َف؛ ولذلك فإن رسالة «الثمن الباهظ» كانت بمثابة وسيلة<br />
ملنع أي تدقيق في الإبداع، بالطريقة نفسها التي مَنَعَتْ بها رسالة «درجة سوبر كلوب<br />
كلاس الجديدة» أي إمكانية للتدقيق في املوسيقى الخلفية في إعلان الخطوط الجوية<br />
البريطانية.<br />
استمرت الحملة التليفزيونية لستيلا آرتوا ملدة ١٢ عامًا، ولكنْ في رأيي أنها لم<br />
تنجح أبدًا في إدخال تحسني على أول إعلانني. ترك تشارلز إنج العمل ليؤسس وكالته<br />
الخاصة، وبدأت فِ رَق إبداعية أخرى في لوي هاورد-سبينك العمل في تلك املهمة. فقدتِ<br />
الوكالة فهمها لكيفية تأثري مجموعة الإعلانات اللطيفة التي صُ و ِّرت في ريف بروفينس<br />
الهادئ، وأصبحتِ الفُكاهة أكثر سخافة وتطرفًا: صاحب نُزُل تظَاهَ ر في وقت الحرب بأن<br />
الجعة قد نَفِ دَتْ ليَحرِم الرجل الذي كان قد أنقذ حياة ابنه من ستيلا؛ ورجل شرب جعة<br />
ستيلا التي طلبها والده كرغبة أخرية قبل وفاته ثم ألْقَى باللوم على الكاهن؛ وشخص<br />
طيب وجد أن الأشخاص الذين ساعدهم تخلوا عنه عندما تعني َّ دفع ثمن الجعة التي<br />
طلبوها له؛ وأسري على سفينة للمحكوم عليهم زَج َّ بنفسه في زنزانة العقاب املشدد التي<br />
لا يُمكن احتمالها حتى يستطيع أن يستمتع بشرب ستيلا من دون أن يُزعجه أحد، وما<br />
إلى ذلك. فازت هذه الإعلانات بجوائز إبداعية، لكن ربُما نتيجة لأن الفكاهة فيها كانت<br />
بغيضة إلى حد ٍّ كبري، فقد أصبحتِ الجعة القوية تُعرَف باسم «قاهرة الزوجات». بحلول<br />
عام ٢٠٠٧، كانت العلامة التجارية تخسر حصتها السوقية على الرغم من العروض<br />
1<br />
الترويجية وتخفيض الأسعار شبه املتواصل، وتم إيقاف الحملة.<br />
لكن هذا النوع من التأثري لا يقتصر على املوسيقى والصور املبهرة التي تتم<br />
مُعالجتها لا شعوريٍّا. في بعض الأحيان يُمكن أن تُخدَع لا شعوريٍّا بشيء يحدق فعليٍّا في<br />
وجهك. وخري مثال على ذلك هو إعلان نايك.<br />
266