إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
You also want an ePaper? Increase the reach of your titles
YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
ما أراد كوفر معرفته هو رأي الفريق الإبداعي فيما يتعلق بالإبداع وأهدافه. لم تكن<br />
نتائج هذا البحث، الذي نُشر مرة أخرى في إحدى املجلات الأكاديمية الرائدة في العالم،<br />
تحمل الكثري من املفاجأة لأي فرد يعمل في مجال الدعاية والإعلان؛ فقد أكد مؤلفو<br />
الإعلانات أن الدور الرئيسي الذي يقوم به الإبداع هو جذب الانتباه والدور الثانوي هو<br />
توصيل الرسالة.<br />
كانت النظريات الضمنية للإعلان من وجهة نظر مؤلفي الإعلانات تقول إن هاتني<br />
الخطوتني متتابعتان؛ أولاً : عليهم النجاح في جذب الانتباه؛ ثانيًا: عليهم توصيل الرسالة<br />
(كوفر، ١٩٩٥). وكان الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو «الكيفية» التي يعتقدون أنهم<br />
يمكنهم جذب الانتباه بها، لا سيما الانتباه إلى الإعلانات التليفزيونية، باعتبارها نوعية<br />
الإعلانات السائدة في ذلك الوقت. ويذكر كوفر أنه كانت هناك طريقتان يعتقد مؤلفو<br />
الإعلانات أن بمقدورهم فعل ذلك من خلالهما.<br />
بشكل عام ظهرتْ طريقتان لجذب الانتباه: التأثري العاطفي والإجبار. ويُقصد<br />
بالتأثري العاطفي عرض الأشياء املُربِكة أو الساحرة؛ الأشياء غري املتوق َّعة بما<br />
يكفي لاختراق حاجز عدم الاكتراث خلسة. ويُقصد بالإجبار دفع املشاهدين<br />
إلى منح بعض الاهتمام الأولي، بحيث لا يَرَى املشاهد الأشياء غري املتوق َّعة ولا<br />
يسمعها. (كوفر، ١٩٩٥)<br />
الطريقة الأكثر شيوعًا من هاتني الطريقتني في الوقت الحالي هي طريقة التأثري<br />
العاطفي؛ فاملعلنون يستخدمون كلمات مثل «مُبهِ ج»، «ساحر»، «مُغْرٍ « لوصف إبداع<br />
التأثري العاطفي، الذي يقوي العلاقة باملحتوى الانفعالي أو العاطفي. وتضم الأمثلة على<br />
الإعلان القائم على التأثري العاطفي، الحملات الدعائية الخاصة «بطفل» إطار ميشلان،<br />
وجرو قطونيل (علامة تجارية لأوراق التواليت) في الولايات املتحدة، و«الدعاية الغذائية»<br />
لسلسلة متاجر ماركس آند سبنسر في اململكة املتحدة. ولكن ربما يكون النهج الأكثر<br />
نجاحًا في لفت الانتباه هو الإجبار، حيث إن هناك نوعًا من الصدمة غالبًا ما يزيد من<br />
فُرَص جذْب انتباهنا، شئنا أم أبَيْنا. ومن الأمثلة على طريقة الإجبار إعلان شركة آبل<br />
الشهري عام ١٩٨٤؛ ففي سينما مليئة برجال أشباه موتى، تَجرِي لاعبة رياضية يُطاردها<br />
بعض الحُر َّاس ثم تقوم بقذْف مطرقة في وسط شاشة السينما الكبرية لتحر ِّر هؤلاء<br />
114