إغواء العقل الباطن
27926268
27926268
Create successful ePaper yourself
Turn your PDF publications into a flip-book with our unique Google optimized e-Paper software.
<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />
نقل هذا الإعلان هوفمايستر نقلةً كبرية حيث إنه حو َّل، في غضون أشهر قليلة،<br />
هوفمايستر من علامة تجارية فاشلة إلى علامة تجارية ناجحة نجاحًا باهرًا. وقد تم —<br />
بعد ذلك — بث ُّ عدد من الإعلانات الأخرى على نفس الشاكلة، تُظهِ ر الدب َّ وهو يلعب<br />
ألعاب الحانات، أو في ملهًى ليلي، أو في عطلة على الشاطئ، وهَ لُم َّ جرٍّا، ولكنْ من املفارقات<br />
أن نجاح الحملة كان سببًا أيضً ا في سقوطها؛ حيث إنه بمجرد أن رصدت السلطات<br />
تأثري الإعلان، تدخ َّ لتْ ملَنْعه، زعمًا بأن الدب قد أصبح «بطلاً للصغار» (أو بعبارة أخرى:<br />
«شخصية مشهورة بني الأطفال»)، واستخدام شخصيات يراها الأطفال أبطالاً في الإعلان<br />
عن جعة أمر يحظره على وجه التحديد قانون ممارسي الدعاية والإعلان. ومن املثري أن<br />
نلاحظ أنه عند تطبيق هذا القانون، لم تبذل السلطات أي محاولة ملَنْع الإعلانات من<br />
عرض القدرات الرياضية أو الجنسية، التي كانت على حد ٍّ سواء أيضً ا تشك ِّل انتهاكًا<br />
لقانون ممارسي الدعاية والإعلان، ربما لأن الوكالة الإعلانية جادلت بأن املرتكب كان دبٍّا<br />
فحسب.<br />
لذا فكيف أقنع إعلان دب هوفمايستر الشباب بشراء جعة هوفمايستر؟ يعرض<br />
بحث رائع أجراه كل ٌّ مِ ن روي لانجميد وويندي جوردون (١٩٨٨) تفسريًا لهذا الأمر.<br />
وُصف البحث بأنه «رائع»؛ لأن هذا البحث كان واحدًا من بني عدد قليل من الدراسات<br />
البحثية التي تم َّ إجراؤها وتم َّ فيها تنويم املشاركني مغناطيسيٍّا؛ الأمر الذي حظرتْه<br />
جمعية أبحاث السوق البريطانية بعد ذلك بوقت قصري.<br />
وكان الإجراء البحثي الذي استخدمه كل ٌّ مِ ن لانجميد وجوردون هو سؤال املشاركني<br />
إذا ما كان بإمكانهم تذك ُّر أي ِّ شيء عن الإعلانات التليفزيونية املختلِفة (بما في ذلك إعلانات<br />
دب هوفمايستر)، وبعدها يقومان بتنويم املشاركني مغناطيسيٍّا ويطرحان عليهم السؤال<br />
نفسه مرة أخرى. وكانت إجابة أحد املشاركني، ويُدعَى شون، في املقابلة التي أُجريَت<br />
معه قبل مرحلة التنويم املغناطيسي أن كل َّ ما يمكن أن يتذك َّره عن إعلان هوفمايستر هو<br />
أنه كان «ذلك الشاب الذي كان مع الدب في الديسكو وكان يرقص مع جميع الناس.»<br />
وحتى مع سؤاله مرة أخرى، قال بشكل قاطع إن كل ما يمكن أن يتذكره هو أن الدب<br />
كان «يعبث فحسب في امللهى الليلي. كل ما أتذكره هو امللهي الليلي والدب في امللهى<br />
الليلي.»<br />
ما بدا مذهلاً أنه عندما تم تنويم شون مغناطيسيٍّا، تذكر الإعلان بتفاصيله جميعها:<br />
بداية من الطريقة التي رقص بها جورج، وما كان يرتديه حتى القبعة والأشرطة الحمراء<br />
230