25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

أفكار بديلة<br />

املتحدة،‏ وهذا يعني أنه أضحى الآن يعمل لحساب عميل،‏ وهو ما يعني أن تؤخذ أفكاره<br />

بجدية أكثر.‏<br />

كانت خطوة كروجمان املُقبِلة هي الشروع في تنفيذ سلسلة من التجارب املعملية على<br />

آليات حواس ‏«النظر والتفكري والانتباه والاسترخاء».‏ وقام بتنفيذ عمله الأو َّلي باستخدام<br />

تقنية تسجيل حركة العني لقياس مقدار تحديق العني في كل إعلان،‏ والفكرة هي أنه<br />

كلما زادت مدة تحديق العني زاد مقدار التعل ُّم الن َّشِ‏ ط.‏ ولكنه سرعان ما واجه مفارقة؛<br />

فرغم أنه كان من الصحيح — على أساس كل حالة من حالات املشاركني — أن فترة<br />

التحديق الأكثر تعني قدْرَ‏ تذك ُّرٍ‏ أكبر ملحتوى الإعلان،‏ فقد ظهر على مستوى ‏«العي ِّنة»‏<br />

ككل أن الإعلانات التي كان مقدار التحديق فيها ‏«أقل»‏ هي التي تذك َّرها املشاركون<br />

بصورة أفضل ‏(كروجمان،‏ ١٩٦٨).<br />

وحتى يَعثُر على تفسري لهذه املفارقة،‏ لجأ كروجمان إلى كتابات ويليام جيمس،‏<br />

أستاذ علم النفس الشهري في جامعة هارفارد ‏(جيمس،‏ ١٨٩٠)، وقد عر َّف جيمس نوعني<br />

من الانتباه:‏ الانتباه الطوعي وغري الطوعي،‏ وأك َّد أن الانتباه الطوعي لا يمكن أن يستمر<br />

لأكثر من بضع ثوانٍ‏ في كل مرة،‏ وأن مستويات الانتباه العالية التي تستمر ملدة أطول من<br />

ذلك كانت ‏«تتحول إلى تكرار جهود متعاقبة تستحضر املوضوع إلى الذهن مرة أخرى».‏<br />

واقترحت تجارب كروجمان أن املتلق ِّي قد يستوعب بالفعل أشياء أكثر من الإعلانات التي<br />

يشاهدها وهو في وَضْ‏ ع استرخاءٍ‏ وبعقلٍ‏ خاملٍ‏ ‏(انتباه غري طوعي)‏ مقارنةً‏ بتلك التي<br />

تستهدف استثارة حواسه واملشاهدة بعقل حاضر نَشِ‏ ط ‏(انتباه طوعي متكر ِّر).‏ وكان<br />

هذا يتماشىَ‏ مع نتائج تجربةٍ‏ أجراها فستينجر وماكوبي عام ١٩٦٤.<br />

فقد وجد فستينجر وماكوبي أنه إذا تم تشغيل رسالة الإعلان التليفزيوني نفسها<br />

على شريط صوتي يصاحب مقطع فيديو غري ذي صلة بتلك الرسالة فإن الطلاب —<br />

موضوع التجربة — يحفظونها بصورة أفضل مم َّا إذا تم تشغيل الشريط مع مقطع<br />

فيديو له صلة بالإعلان ‏(فستينجر وماكوبي،‏ ١٩٦٤).<br />

يقول كروجمان:‏ ‏«يبدو أن الإلهاء الناجِ‏ م عن مشاهدة شيء لا علاقة له بالرسالة<br />

الصوتية قد قل َّل من مقاومة <strong>العقل</strong> ملضمون الرسالة»‏ ‏(كروجمان،‏ ١٩٦٥). وملزيد من<br />

البحث في هذا املوضوع،‏ قام كروجمان بتنفيذ تجربة في عام ١٩٦٩ بالتعاون مع املختبر<br />

العصبي النفسي في نيويورك.‏ وكان الهدف هو البحث في الاختلاف بني الطريقة التي<br />

يتعامل املخ بها مع الإعلانات التليفزيونية والإعلانات الصحفية.‏ ومم َّا يكشف اتجاهات<br />

47

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!