25.12.2016 Views

إغواء العقل الباطن

27926268

27926268

SHOW MORE
SHOW LESS

You also want an ePaper? Increase the reach of your titles

YUMPU automatically turns print PDFs into web optimized ePapers that Google loves.

<strong>إغواء</strong> <strong>العقل</strong> <strong>الباطن</strong><br />

لذلك أنت أدركتَ‏ أضواء الفرامل الحمراء وربطتَها بمفهوم الخطر أو التباطؤ.‏ وإذا<br />

أدركتَ‏ ، في الوقت نفسه،‏ أن السيارة التي أمامك تبعد كثريًا عنك،‏ وربطتَ‏ ذلك بمفهوم<br />

‏«عدم وجود تهديد فوري»،‏ فإن تحليلك للوضْ‏ ع قد يؤدي إلى ألا َّ تفعل شيئًا،‏ أو تزيد من<br />

سرعة سيارتك بقدْر ما،‏ ويمكنك أن تفعل هذا بالقليل جدٍّا من التفكري.‏ والواقع يجعلك<br />

تظن أنك تفعل هذا من دون أي تفكري على الإطلاق.‏ ولكنك على مستوًى ما تكون بحاجة<br />

إلى تحليل الوضع و«التفكري»‏ في طبيعة الإجراءات التي يجب اتخاذها.‏<br />

ملاذا نعرف أن هذا يتضمن تفكريًا؟ حسنًا،‏ لنفترض أن السيارة قريبة جدٍّا،‏ أو<br />

لنفترض أن الطريق رطبة مبتل َّة،‏ أو لنفترض أنك ترى صفٍّا طويلاً‏ من السيارات أمام<br />

سيارتك،‏ أو لنفترض أن فرامل سيارتك ليستْ‏ على قدْر عالٍ‏ من الجودة،‏ سيقودك تحليلك<br />

في تلك الحالات إلى مسار فعل مختلف تمامًا؛ فربما قمتَ‏ بالضغط على دواسة الفرامل<br />

لتبدأ سلسلة من الاستجابات <strong>العقل</strong>ية املماثلة لدى السائق خلفك.‏ وإذا كانتِ‏ السيارة<br />

أمامك قريبة جدٍّا فربما تقرر الانحراف قليلاً‏ لتفادي الاصطدام بها.‏ وهذه جميعها<br />

أحكام تحتاج نوعًا من التفكري التحليلي حتى يتسن َّى تنفيذها.‏<br />

لكن هذا لا يعني أن هذا التحليل يستدعي الكثري من الانتباه.‏ يجري التفكري في أي<br />

نقطة على طيف الانتباه النشط-السلبي،‏ فإذا كان الوضع لا ينطوي على تهديد،‏ فعندئذٍ‏<br />

يجري التفكري من دون أي انتباه على الإطلاق.‏ ومن ناحية أخرى،‏ إذا كان املوقف يَحتمل<br />

أن ينطوي على خطورة فعندئذٍ‏ قد يكون التفكري منتبهًا جدٍّا،‏ وكأنك تقول لنفسك:‏<br />

‏«يا إلهي!‏ إنني على وشك أن أصطدم بمؤخرة السيارة التي أمامي.»‏<br />

كما أن هذا التحليل لا يتم بالضرورة بوعي كامل،‏ وهذا جانب معق َّد،‏ وسوف أتناول<br />

في وقت لاحق مسألة الوعي برم َّتها بمزيد من التفاصيل.‏ أما الآن فيمكنك افتراض أن<br />

التحليل يجري عند مستوًى من شبه الوعي على الأقل.‏<br />

نظرية منق َّحة لآلية التواصل<br />

إذن لدينا ثلاثة أنواع مختلفة من النشاط <strong>العقل</strong>ي — الإدراك الحسي والتصور والتحليل<br />

— تتفاعل مع ثلاثة أنواع مختلفة من التعل ُّم — النشِ‏ ط والسلبي والضمني — وتتفاعل<br />

مع نوعني على الأقل من أنواع الذاكرة هما الصريحة والضمنية،‏ فكيف يحدث تناغم بني<br />

كل هذا؟ دعنا نبدأ مع أنواع التعل ُّم الثلاثة املختلفة،‏ وحتى يسهُل عليك الرجوع إليها<br />

فقد أدرجتُها في الجدول 1-6.<br />

104

Hooray! Your file is uploaded and ready to be published.

Saved successfully!

Ooh no, something went wrong!